اخبار ومتفرقات

وتستمر موجة التفاعل حول منع بيع الأراضي في جبيل وكسروان

تلقيت العديد من الاتصالات، لكن هذا الاتصال استوقفني، وأنا أنشره لما له من دلالة وطنية واجتماعية وتوضيح للكثير من النقاط.

 

“أرضنا مش للبيع. أولًا، لأن جبيل وكسروان تتميزان بخصوصية لا مثيل لها في العالم وهو العيش المشترك الحقيقي والمبني على تجارب وتقارب عمرها عقود. وثانيًا، كل شجرة وكل متر أرض أُخذ من أجدادنا سنوات طويلة لتصبح بهذا الجمال. وثالثًا، مساحة جبيل وكسروان صغيرة، يعني هيدي الأرض بالكاد تسعنا وتسعكم.

 

والأهم، انه المسيحي للي يبيع أرضه في جبيل وكسروان يكون ضد التوجه العام المسيحي. أرضنا هي أرض قديسين، أرض سياحة دينية من مختلف دول العالم. يعني، من يبيع أرضه للغريب ليكسب بعض المال على حساب قريته وناسه، نحن جميعًا سنكون ضده، وكمان بنفس الوقت لازم يلي بحاجة للمال وعنده شقفة ارض نشوف بيناتنا كيف نساعده، ويمكن اذا واحد من الضيعة اشترى منه الارض يمكن اولاده او هو الشخص نفسه بعد فترة يردها ما بتبقى الدني معسرة، بس اذا بعنا للغريب كيف بدنا نردها، اصلا اذا كل واحد منا في القرية افتقر وتركناه يبيع أرضه وبيته، شو بيبقى من من التضامن العائلي والروح القروية والقرية وذكرياتها؟

 

بس يلي معه مصاري وببيع ارضه، هيدا اصلا ما بيستحق يكون من الضيعة وبلاه وبلا وجوده بالضيعة، لان هيك نفسية جوعانة خسيسة بتأذي اهل الضيعة، والغني يلي ما بساعد اهل ضيعته وناسه، لشو هو ومصرياته.

 

ابن البيت والكريم هو يلي بيشتري الارض من ابن الضيعة كرمال ما يبيعها للغريب وبس يصير معه بردله ياها، وليش في حق الشفعة بكل الاديان والاعراف والقوانين.

 

ونحن مش ضد بيع الأراضي للشيعة أو الغرباء عن المنطقة . هناك قرى مسيحية مفصولة عقاريًا، مثلاً: قرية مسيحية مسجلة عقاريًا في جبل لبنان وأخرى على نفس الحدود مسجلة في الشمال. إذا كان المسيحي في جبل لبنان يريد شراء أرض في القرية المسيحية المسجلة عقاريًا في الشمال، نحن لا نقبل. نحن نعيش دائمًا معًا، جيران وأحباب وأهل، والحيط على الحيط، منرفض نبيعه او منقاطع يلي ببيعه او منضل الناقر فيه ونحكي عنه، وكل ما دق الكوز بالجرة منقول الله يلعن فلان يلي باعه.

 

لك اذا واحد ببيع ارضه لغريب وبفوت على المجلس ما حدا بيوقفله يا زلمي.

 

معقول نجيب واحد غريب على الضيعةيصير بدو يشاركنا مين نحط مختار ومين نحط رئيس بلدية وينقارنا، ويقعد بيناتنا باجتماعات الضيعة لا منعرفه ولا بيعرفنا ونحكي قدامه مشاكلنا وعيوبنا وخلافاتنا، لك هالحكي ليك، يعمي الضيعة بيت واحد.

 

مسألة البيع أو عدمه ليست كراهية أو حقد طائفي أو حتى امتناع عن تمليك اللبنانيين، بس الضيعة هي البيت. هل يعقل أن أجلب شخصًا غريبًا وأعطيه غرفة في قلب بيتي؟ القرية هي الثقافة التي أعيش فيها، وأتذكر فلان وفلان. القرية هي المكان الذي أطمئن فيه على بناتي وأولادي وأحفادي، يلعبون بسلام وفرح دون أن يؤذيهم أحد أو يعتدي عليهم، لأننا كلنا أهل وأقارب. 

 

نحن في جبيل وكسروان هكذا. نحب كل شخص يقف ضد بيع الأراضي، ننتخبه وندعمه ونصوت له.

 

هل فكرت لماذا يحب الناس الدكتور فارس سعيد؟ مع أنه سعيد ليس مشرعًا قانونيًا أو دستوريًا، ولا هو رجل اقتصادي أو غني ليوزع أمواله على الناس. فارس سعيد من الجرد، وكل جردي مرتبط بأرضه أغلى من روحه. فارس سعيد دائمًا يطالب ويسعى لمنع بيع الأراضي، ويرفع الصوت ليمنع شراء الأراضي أيضًا. كرمال هالسبب، غالبية الجرد مع فارس سعيد.

 

لو أن نائبًا من حزب الله طالب بمنع بيع الأراضي للغرباء، نصف المسيحيين في المنطقة سيؤيدونه. ولو أصدر رجل دين شيعي فتوى بمنع بيع الأراضي، سيصبح مرجعًا مسيحيًا.

 

لا يمكننا تغيير ديمغرافية وجغرافية المنطقة. أصلاً، مساحة جبيل وكسروان صغيرة جدًا، يعني عشرة أغنياء يمكنهم شراءها كلها إذا عُرضت للبيع، ونحن أرضنا ليست للبيع.

 

المسيحي الذي يبيع أرضه في المنطقة للغريب أو لشخص شيعي من خارج المنطقة، يكون هو من يسعى للفتنة ويحاول إشعال الخلاف بين المسيحيين والشيعة. وهذا المسيحي يكون خارجًا عن الإجماع المسيحي، لذلك يجب على الشيعة ألا يقعوا في هذا الفخ.

 

والشيعي الذي يبيع أرضه في المنطقة لشخص غريب، يعني أنه ضد حزب الله، لأنه بذلك يساهم في تقليب الراي العام المسيحي على الشيعة، وحتى الشيعة بقلب الضيعة بينقسموا.

 

لا يمكننا بيع أراضينا في القرى للغرباء. في المدينة، إذا اشترى الشخص شقة ووجد جاره سيئًا، يمكنه بيعها بخسارة والانتقال منها. أما في القرى، كيف يعني منهج من لاقرية كرمال واحد معه قرشين سكن فيها، وكيف يمكننا أن ندخل أشخاصًا لا نعرفهم ولا نعرف ثقافتهم وعقليتهم، ونضعهم بيننا؟ هذا غير ممكن ولن نسمح بذلك، ما بدها زعل.”

يعني الموضوع مش سياسي او ديني ولا هو مسيحي وشيعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى