اخبار ومتفرقات

الولادة الثانية للحزب

لا شك أن البطولة التي قدمتها المقاومة في لبنان منذ بدء الحرب الصهيونية الشعواء على غزة, قد غيرت المعادلة الاقليمية لا بل ابعد من ذلك, فحرب تموز التي لعبت دورا كبيرا في مجرى الصراع والتي كانت محطة كبيرة ومفصلية, كانت تؤسس لمراحل لاحقة سيكتب فيها “الحزب” بموازين القوى والارادات حكاية انتصارات وصمود طويل يستدل منها عبر الصمود الملحمي والمواجهة الاستبسالية التي غيرت ونسفت فكرة تفوق الكيان, والدليل على بداية الترهل والتفكك للكيان من خلال رؤية عونانها العين بالعين والسن بالسن, وهذا العمل التراكمي الذي تم العمل عليه مع ثلة من القادة الكبار منهم الحاج رضوان الذي قال يوما مقولته الشهيرة التي تنبثق عنها كل المعادلات وهي :” إن الذي يقاتل فينا هو الروح”.

 

 

 

 

اليوم من خلال الإسناد والمشاغلة تقدم المقاومة نموذجا حيًّا على الولاء والوفاء لفلسطين, مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على الا يتضرر لبنان البتة من هذه المشاركة التي اعتبرها الامين العام للحزب واجبا أخلاقيا ودينيا وإنسانيا, وهذا ما قدم ولادة جديدة للحزب هي التي تحضر لولادة شكل جديد للمنطقة برمتها, وهي تلك التي تقول إن أي اعتداء على لبنان سيقابله مباشرة رد فعل يقلق عقل ووجدان نتنياهو الباحث عن انتصار وهمي وإطالة الحرب لعله يهرب من نهاية ستكون عبرة لمن اعتبر, فاحد عناوين الانتصار اليوم هو تاثير جبهة الاشغال والمساندة على المشهد الاقتصادي والاجتماعي في الكيان وهجرة أكثر من ٣ مليون مستوطن وهي هجرة نهائية او بأفضل الأحوال هجرة طويلة الأمد.

 

 

 

انطلاقا من القراءات اعلاه يمكن القول وبالاستناد على بطولات منقطعة النظير وروح مواجهة حاضرة أن المقاومة في لبنان التي ولدت تنظيميا منذ عقود, تولد مرة جديدة وهي قوة ردع تغير صورة المنطقة ومشهدها, ونتائج المعارك لا تقاس بالخسائر وانما بالإنجازات وهذا ما تفتقده الحكومة الاسرائيلية, فبيروت التي احترقت ولم ترفع الإعلام البيضاء للعدو هي نفسها العاصمة العربية التي خذلها معظم هذا العالم ولكنها ٱمنت بالمقاومة قدرا لا خيرا, فكانت الولادة الجديدة لمقاومة لم ولن يبهت حضورها رغم كل المؤامرات بل تشهد على ولادة جديدة ستغيّر مجرى التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى