تحدثت في مقالتي الأخيرة وقبل البدأ في جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة بأن هذه الجولة فاشلة قبل أنعقادها، وبأن القرار الأميركي الإسرائيلي متخذ سلفا” بعدم التقدم نحو أي حلول لإيقاف الحرب وكل ذلك بموافقة عربية
لم يعجب البعض هذا المقال ووصفوه بالمتشائم إلى أن حدث ما هو متوقع
وقد أصبح معلوما” بأن مَن يضع العراقيل بالمباشر للتوصل لأي اتفاق هو نتنياهو لكسب المزيد من القتل والدمار
وقالت حماس قبل التوجه إلى الدوحة بإنها ملتزمة بمقترح بايدن ولكن المفاجأة كانت بأن المقترح الجديد هو ما يطلبه نتنياهو ومصر عليه وهما ثلاث نقاط أساسية.
الأول رفضه لوقف إطلاق النار والثاني عدم الإنسحاب من غزة
والثالث بقاء الأحتلال سيطرته على مفترق نتساريم، ومعبر رفح، وممر فيلادلفيا
هذا ولم ندخل في تفاصيل النقاط الخلافية من دخول المواد الغذائية والبترول والأدوية وعدد الأسرى الذي سيتم الأفراج عنهم والمعتقلين أصحاب المحكوميات العالية وعلى رأسهم مروان البرغوثي الذي يرفض الأحتلال أن يكون أسمه من بين الذين سيتم الأفراج عنهم
كل هذا التباعد وهذا الغدر بالتفاوض وسط صمت عربي يعلم جيدا” حجم المجازر التي سترتكب بعد فشل كل جولة تفاوض وهو تشجيع على المزيد من القتل وبالتأكيد سوف يأخذ المنطقة إلى حرب أقليمية كبيرة
فهذا المجرم الذي لم يعد لديه شيئ ليخسره بعد فشله بعدم تحقيق أي هدف عسكري ولم يستطيع تحقيق الأهداف التي وضعها منذ أحد عشر شهرا” سوف يأخذ المنطقة إلى حرب كبيرة فقط لأجل أستمراره على رأس حكومة القتل والأجرام
لقد ثبت بأن مفاوضات الدوحة هو تلاعب اميركي وغدر إسرائيلي وموافقة عربية على المماطلة وهذا الصمت العربي المعيب يعطي الضوء الأخضر للعدو لمزيد من القتل
ولم يعد مقبول من قبل الدول العربية السكوت،
وإذا كنتم لا تخجلون من أنفسكم لأتخاذ قرار جريء بوجه عدو جائر
أخجلوا من أشلاء أطفال بني جلدتكم التي تتمزق بقرار إسرائيلي وسلاح اميركي
فالتاريخ لن يرحم تخاذلكم
نضال عيسى