اقلام

ظلال الحرب، بقلم الاعلامية ريما فارس

ظلال الحرب

في الآونة الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام موجة من النقاشات والتكهنات التي تشير إلى احتمال اندلاع حرب في المستقبل القريب. ولكن، ما مدى دقة هذه التوقعات؟

تكمن جذور هذه المخاوف في تعثر الجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. فقد جاءت شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشروطة بطريقة لا تضمن وقف التصعيد العسكري حتى بعد إتمام عملية تبادل الأسرى والرهائن مع حركة حماس. هذا التعثر في المفاوضات دفع البعض للاعتقاد بأن ردًا على عمليات الاغتيال التي حدثت في طهران وضاحية بيروت الجنوبية بات أمرًا لا مفر منه، مما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة.

ويضاف إلى ذلك، قيام إسرائيل بشن غارات جوية على مناطق في البقاع، وهو ما اعتبره البعض بداية لصراع أكبر. لكن هذه الغارات، في الواقع، ليست خارج المألوف، حيث جاءت كرد على هجمات استهدفت مناطق مثل الجولان وعمق الأراضي الإسرائيلية. هذا التصعيد المتبادل يندرج ضمن سياق المواجهة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول.

أما فيما يتعلق بالردّ على الاغتيالات، فهو حق محفوظ، لكن توقيته ليس بالضرورة مرتبطاً بفشل الجهود الدبلوماسية الأميركية. ومن الواضح أن تأخير الردّ يمكن أن يخدم استراتيجية تهدف إلى إبقاء إسرائيل في حالة من التوتر والترقب، مما يساهم في الحرب النفسية واستنزاف قدرات العدو، مع الحفاظ على عنصر المفاجأة.

في النهاية، لا داعي للذعر أو التهويل. المواجهة ستستمر وفق معادلة “العين بالعين”، وتوقيت الردّ سيظل في يد من يمتلك القرار.

ريما فارس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى