الحدس هو الشعور واللغة الداخلية والانا بلا إثبات او دليل كانّه وحي وليس بوحي.
رغم يقينك ان الدروب قد أقفلت وان العتمة سادت المكان،بقي حدسك يخبرك انك أقوى من الظلام و ان العتمة ليست غير لعبة مؤقتة وان النور يختبىء ليظهر لك فجأة لينقذك.
حدسك يخبرك دائما أن هناك من سيدعمك لمنع سقوطك في الضربة القاضية،درّبت نفسك ما يكفي لتصمد وقد صمدت طويلاً الا انّ مشكلتك انّك وثقت اكثر مما يجب بأناس وعدوك انّهم يتربّصون للأشرار لتكتشف فيما بعد ان الأشرار ليسوا غير الحرس المولجون بحمايتك.
ليس غباء منك ولا سذاجة منك إنّ خانك من مددت يدك لهم ومن وثقت بهم لتنام.
هذا هو الفرق بينك وبينهم،حدسهم يحذرهم دائما أنهم سيسقطون وان الآخرين سينتقمون منك و ان أمرهم سيُفضح قريباً بينما حدسك انت يطمئنك انّك طاهر وانّك ستقف من جديد وأنّك ستنجح كما نجحت سابقاً وانّك ستصفق لنفسك بقوة بحال لم يعترف ولم يصفق لك الجمهور .
حدسهم يهددهم انهم سيعودون كما كانوا حثالة الناس لأنهم ارتفعوا صعودا على مال حرام بينما حدسك يشجعك دائما انك.كريم ابن كرام وانك سترتفع صعوداً و من جديد على مال حلال.
حدسهم يطاردهم وحدسك يحتضنك.
انت تضحك بثقة رغم التعب والارهاق والحاجة وهم قلقون متوترون بثقة رغم الراحة واللهو و الاكتفاء الذاتي.
معنى الحدس واحد إنما وظيفته مختلفة،يرتدّ اضطرابا وامراضا واحداثا وقضاء وأقداراً تعيسة على الأشرار القدامى والجدد و يؤسس لصناعة نفسية صلبة وايمانا منعشاً عند الشرفاء والنبلاء .
حدسك ليس غير جنّة الله الساكن في قلبك وحدسهم ليس غير جهنم الله المشتعلة في ضمائرهم وفي قلوبهم مهما وجدوا رجال دين يعملون كصرافين يبدلون السيئات بالحسنات عبر رشوة تسمى اعمالا خيرية.
لا يتقبل الرب أعمالا خيرية مشبوهة المصدر والدم والتعب وعرق الجبين.
الحدس واحد صحيح إنما مطرقة فوق رأس النذل و وردة جورية في قلب الحرّ الطاهر من النجاسة ومن الرذيلة ومن الشرّ.
لا يدخل الجنة من عمل خيراً فهناك فقراء لم يستطيعوا حتى على فعل ادنى الخير إنماعاشوا شرفاء بل يدخل الجنةمَن نجح في تطهير نفسه من الاحقاد ومن الشرّ.
اقول كلامي هذا واستغفر الله والأب والابن والروح القدس وحتى يهوه إن اهتدى وحتى ئيل لو كان واضحا اكثر لي ولكم والله اعلم.
#د_احمد_عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.
