أصعب الناس هم أولئك الذين يظنّون ان لديهم مقدرة كشف المستور عند الآخرين،ان باستطاعتهم معرفة ما وراء الوجوه،ما بين الكلمات،الفواصل والنقاط الخفية في النصّ والطامة الكبرى انّهم يشرحون ويفسّرون غير المصرّح به وغير المعلن ليس فقط كما يناسبهم إنما كما يحلو لهم و دائما ضدّهم.
دائما هناك مؤامرة في مكان ما والآخر مشبوه إلى أبعد الحدود حتى يثبت براءته.
دائما الآخر يحبك مكيدة و يحاول التسلل لكشف الضحية.
هم الضحية ابداً،طاهرون،لا يخطؤون،نواياهم سليمة وسلوكهم وقراراتهم صحيحة.
بل مسددة الهيا احياناً ،تيسير ربّاني دائما،على تواصل مع الغيب عبر حلم او رؤيا او إشارة.
أصعب الناس،
أصعب الناس هم أولئك الذين يربطون الكلمات والأحداث والوقائع بالاوهام وبالخيال ويستنتجون دائما المآسي القادمة ويطلقون الأحكام برعب لتأكيد الفاجعة والمصيبة.
أصعب الناس هم أولئك الذين إن جلست معهم حاوروك كمحقق جنائي يبحث عن قرينة او عن إثبات او عن دليل ليسقطك أمام الحضور لعلّه يرتفع.
ولا يصعدون السلّم الا في العمل كمخبر او كواش في جهاز أمني رسمي ام غير رسميّ.
يا ويل الناس ان تبوأ هؤلاء منصب قاضي او ضابط قوى أمن او مخابرات او رجل دين او مكافح ثوري ملحد.
يعشقون الإثبات للآخرين المعترفين بذكائهم الحاد كم هم عظماء وكم الدولة او العشيرة او التنظيم او الحزب او العصابة بحاجة لخبراتهم و مهاراتهم في كشف غيب الناس وشرح حاضرها.
شرح مرضيّ للكلمات وللاحداث وللوقائع.
الشرح المرضي للكتب المقدسة أسس لفرق ادهشت العالم ببدعها والشرح المرضي لنصوص عقائد حزبية بشرية مهّد لانقلابات ولانشقاقات ولحركات تصحيحية وانقاذية إنما دائما دموية.
قلب الحقائق.
مثيرين للفتن من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون.
هم يدرون بكل شيء.
الاصطفاء.
اهل الصفوة المظلومين.
أصعب الناس ينتبهون متأخرين انهم لا يُعاشرون وان الآخرين يتحاشونهم ويتجنبونهم وان عزلتهم ليست ارادية بل ذاتية نتيجة شخصيّتهم الارتيابية.
الكحول وتناول القنب و التعمق المتعصب بالدين وحكايات القوميات والثارات التاريخية والقديمة والحالية تعمّق من اضطراب شخصيات هولاء القابلين للارتياب والاكتئاب والفصام والادمان ولتقلب المزاج.
و أصعب الناس انت من حيث لا تدري وان كنت تدري ولم تحاول إنقاذ نفسك من كلامك ومن قلمك ومن مالك ومن سلطتك فالمصيبة أعظم.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
#د_احمد_عياش.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.