السياسية

الشيخ د. محمد حيدر مثل السيد علي فضل الله، في لقاء وطني اسلامي مسيحي في ذكرى تغيبب الشيخ الدكتور محمد يعقوب

محبة وعطاء

لقاء وطني اسلامي مسيحي حاشد في ذكرى تغيبب الشيخ الدكتور محمد يعقوب تحت عنوان “محبة وعطاء”
عقدت مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية بالتعاون مع المجلس اللبناني السعودي الثقافي ومطرانية جبل لبنان للسريان الارثوذكس لقاء حاشدا تحت شعار “محبة وعطاء” في عين سعادة لمناسبة الذكرى ال46 لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين في 31 اب 1978 وعيد انتقال السيدة العذراء وذلك بهدف تسليط الضوء على نهج الشيخ المغييب الدكتور محمد يعقوب في العيش الاسلامي المسيحي المشترك تخلل اللقاء كلمات عدة لممثلين عن كل الطوائف وقصائد من وحي المناسبة للدكتور ميشال كعدي والدكتور ميشال جحا ومداخلات من إعلاميين وحقوقيين وشهد اللقاء حضور شخصيات دينية وسياسية وثقافية واعلامية واكاديمية وحوارية واجتماعية غضت بهم القاعة.
رائد الوحدة الوطنية والإسلامية
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني تلاه كلمة ترحيبية من رئيسة سيدات المدن ورئيسة المجلس السعودي اللبناني الثقافي الشيخة أماني الحقيل قالت فيها: نجتمع اليوم في هذا اللقاء المميز باجواء عيد انتقال السيدة العذراء وتغييب رجالات كبار امنوا العيش الاسلامي المسيحي المشترك ولاسيما الشيخ الدكتور محمد يعقوب الذي كان رائدا من رواد الوحدة الوطنية والإسلامية والمعرفة والعلم وبذل جهودا في تعزيز المشتركات بين مكونات هذ الوطن.
اقامة دولة الحق والعدل
ثم تحدث رئيس مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية، الدكتور علي يعقوب معتبرا ان هذا الحضور المتنوع خير دليل أن قضية الوالد والامام الصدر ما زالت حية وراسخة في وجدان الشرفاء.
وأضاف: ومن هذا المنطلق ومن هذه الروحية اجتنمعنا اليوم تحت هذا الشعار “محبة وعطاء” لكي نسلط الضوء على نهج الشيخ الدّكتور محمّد يعقوب في العيش الاسلامي المسيحي المشترك. متحدثا عن المزايا الدينية والعلمية والمعرفية والثقافية والقيم الاخلاقية والإنسانية التي حملها وعمل على تأصيلها لتكون هي السائدة في مجتمعاتنا .
واحتلَّ الشّيخُّ محمّد يعقوب، مكانةً ساميةً بين رجال الدّين وكان السيد موسى الصّدر يراهُ قدوةً ومجاهداً، ورفيقاً، وعلّامةً في الفكر والدّين، وَفَهّامةً في الحياةِ وفاعلاً في شتَّى الميادين، وناصراً للمستضعفين، ونموذجا يحتذى به لتعزيز العيش المشترك بين جميع طوائف لبنان للوصول الى الانصهار الوطني الحقيقي.
وتابع: كان يمتازُ بإيجابيّةٍ فاعلةٍ بنّاءَةٍ، وروحٍ إنسانيّةٍ شاملةٍ مبنيّةٍ على روح العدلِ، وصوتِ الرِفقِ، والتَّغييّرِ الّذي يُريح المرءَ في الوطن، والإحسان، والعِلْمِ والتّسامحِ المنبثق من مواطنيّةٍ صالحةٍ محبا للعاملينَ في حقل الإصلاح. دعا إلى المنفعةِ العامَّةِ، وَمَقت النّفاق. وهو ما عرَفَ الدّين عبادات وحسب، بل صوتَ إنصافٍ، لأنَّ تقويم الرَّعّيةِ، وإصلاحها، لا يكون بالسَّيفِ، وإنّما بالعدلِ والحقّ.
كشف الحقيقة
ثم ألقى مطران جبل لبنان وطرابلس مارثافيلوس جورج صليبا كلمة قال فيها: ومن الذين أحبوا الإمام الصدر سماحة الشيخ الدكتور محمد يعقوب. كان مقرّباً إليه عزيزاً على قلبه لصفات مشتركة جمعت بين الرجلين، كما كان رفيق دربه ونحن اليوم متضامنون مع كل من تأثر لغيابه وعدم عودته وندين المجرمين وندعو إلى كشف الحقيقة.
راية عطائه غمرت لبنان
القى رئيس محكمة جبل لبنان الشرعية السنية سماحة القاضي الشيخ احمد درويش الكردي كلمة قال فيها: حديثنا اليوم في الذكرى السادسة والاربعين لغياب سماحة العلامة الشيخ الدكتور محمد يعقوب الذي أكرمه المولى بمرافقة السيد موسى الصدر الذي حمل معه راية المحبة والعطاء ليس لطائفته فحسب وليس للمسلمين فقط بل تجاوزت ذلك حتى شملت وغمرت راية المحبة والعطاء كل اللبنانيين على حد سواء.
تعزيز العيش المشترك
ثم ألقى كلمة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز فضيلة الشيخ الدكتور سامي ابي المنى سماحة عضو مجلس المذهبي الشيخ سامي عبد الخالق وجاء فيها:
اننا نجتمع اليوم في ذكرى شخصيات غيبت قسرا عن الساحة الإنسانية والوطنية وتركت ارثاً عظيماً في مجال الحوار والتلاقي بين مختلف االديانات والمذاھب والثقافات مشيرا إلى أن الشيخ محمد يعقوب كان الرفيق المخلص للامام الصدر وخازن اسراره ومستشاره الخاص، وقد اعطى الامام والشيخ بعداً خاصاً لعملهما في الساحة اللبنانية من خلال انغماسهما في الحياة اللبنانية المتنوعة ثقافة وفكرا وعملا على تعزيز العيش الشمترك بين أبنائه.
حماية لبنان وحفظ فلسطين
ثم ألقى كلمة سماحة العلامة السيد علي فضل الله الشيخ الدكتور محمد حيدر قال فيها: لم يكن لسماحة الشيخ محمد يعقوب أن يحتل هذه المساحة الواسعة في عقل الإمام الصدر وقلبه، وأن يكون رفيق رحلة جهاده المضنية والمليئة بالتضحيات، لو لم يمتلك من الرؤى والتطلعات الرسالية والإنسانية، ومن المزايا النفسية والشخصية، ومن الانفتاح والتواصل مع الافرقاء كافة لاسيما العلاقة العميقة التي ربطته بسماحة السيد محمد حسين فضل الله (رض).
وأضاف:لقد كان سماحة الشيخ يعقوب ثقة الإمام، حيث كلفه بالكثير من المهمات التي تندرج في تثبيت الخط الإيماني الوطني رغم المخاطر التي كانت تحملها، وأهمها ما يتصل بانتهاز كل فرصة لوقف الحرب الأهلية وحفظ الوحدة الوطنية وحماية لبنان من أطماع العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية من التصفية، فيما كان هذا الخط يواجه عقبات لم تفت من عضد الشيخ ولا هزت من قناعة ما يحمله من أفكار وقيم توحيدية ووطنية وقومية تستند إلى إيمان عميق بالله وثقة بقدرة هذا الشعب على تجاوز كل الازمات.
وختم بالقول:وبالفعل فإن ما شهدناه، وبعد التغييب الظالم، ولم يكن مضى عليه وقت طويل، إلا وصدقت توقعات الشيخ الغائب من نهوض لهذا الشعب في الوعي والقدرات والإمكانات والنجاح في تحرير الأرض من العدو وتعزيز قدرات الردع الوطنية لمنع أي عدوان، وهو ما يشهد على حس استشرافي فريد وتميز في الرؤية للمستقبل.
المتفاني في خدمة الناس
كما ألقى حفيد سماحة الشيخ المغيب محمد يعقوب الناشط السياسي والاجتماعي الاستاذ فضل علي يعقوب كلمة قال فيها: كان جدي الشيخ محمد يعقوب رجلًا استثنائيًا، عاش حياته محبةً وعطاءً، متفانيًا في خدمة الناس ومجتمعه. كان مثالا للإنسان الصادق، الحكيم، والمتواضع، وكان يفيض خيرًا وبركةً في كل خطوة يخطوها
لقد كان جدي، الشيخ محمد يعقوب، نموذجاً فريداً لرجل الدين الذي لم يقتصر دوره على المنبر والمسجد، بل امتد ليشمل ساحات النضال والعمل الاجتماعي والسياسي حيث ترعرع على قيم الايمان و المحبة و العطاء الجاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى