المحامي أنطونيو فرحات: لبنان بحاجة إلى رجال دولة وثورة تقودها الأمهات لتحقيق التغيير المنشود

المحامي أنطونيو فرحات: نحتاج رجال دولة يتخذون قرارات لاستنهاض الوطن وأدعو لثورة تكون الأمهات في صدارتها

حوار ل سانا نيوز

يمر لبنان بمرحلة استثنائية في تاريخه المعاصر، وسط حرب الإبادة التي تحصل في فلسطين والتي ترخي بظلالها على المشهد اللبناني في ظل جبهة المساندة والمشاغلة التي اعتبرتها المقاومة، ويعتبرها الكثير من اللبنانيين واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا.

في هذا الإطار، يرى المحامي أنطونيو فرحات في حديث خاص لـ”سانا نيوز” أن الخطأ التاريخي المركزي الذي أدّى إلى توالي الخيبات والنكسات كان عندما اعترف الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بالكيان الإسرائيلي، وما تبع ذلك من تنازلات. ويشير فرحات إلى أن اتفاقية أوسلو كانت الرصاصة التي أُطلقت على القضية الفلسطينية، حيث أن فكرة حل الدولتين وسعي “أبو عمار” للاستئثار بالقرار الفلسطيني كانا عائقين أمام أي تطور جدي في مقاربة القضية الفلسطينية. كما يستذكر فرحات الرسالة التي أرسلها عرفات إلى إسحاق رابين في التاسع من أيلول 1993، والتي اعترف فيها بالكيان الإسرائيلي، بينما اعترف رابين بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

فيما يتعلق بجبهة الإسناد اللبنانية، يؤكد فرحات دعمه للدفاع عن كل شبر من لبنان، معارضًا فكرة مشاركة لبنان في حرب المشاغلة والإسناد. يوضح أنه مع مقاومة العدو الإسرائيلي في حال اعتدى على لبنان، ولكنه يرفض مشاركة أي جهة لبنانية في حرب خارجية قد تضر بلبنان على جميع الأصعدة.

أما موضوع القضاء، فينظر له فرحات باعتباره ركيزة أساسية في جميع البلدان المتقدمة. يشير إلى أن القضاء اللبناني يعاني اليوم من أزمة كبرى تتمثل في تدخل القرار السياسي في شؤون القضاء. يؤكد فرحات أنه لا يمكن تحرير الوطن إلا بتحرير القضاء، ولا يمكن تحرير القضاء إلا برفع يد السياسيين عنه، لأن استخدام القضاء لأغراض سياسية ضيقة من شأنه تدمير الوطن.

يختم المحامي اللبناني حديثه بالتأكيد على وجود بصيص نور وسط الواقع القاتم الحالي، معتبرًا أن هذا البصيص هو الكوة التي يمكن أن تُحدث تغييرًا كبيرًا في لبنان. ويدعو إلى ثورة أمهات، معتبرًا أن الأم اللبنانية إذا كانت على رأس ثورة وطنية، فإن تلك الثورة يمكن أن تحقق النجاح المنشود وتزيل أي عائق يقف أمام التغيير.

حاوره : زياد العسل