لترتاح عليك أن تكون شبه عالم او شبه عارف بماهية تركيب الشخصيات وتنوعها.
انت ايها القاريء لا تعلم انك محاط بجيش عرمرم من الشخصيات المضطربة الباحثة عن توازنها في الشارع وفي البيت وفي العمل وفي الملاهي وفي المواد الممنوعة وفي النرجيلة وفي التدخين وفي العاب الميسر وفي القمار والاخطر هم الباحثون عن توازنهم في المعابد وفي الاحزاب وفي العصابات وفي السلطة وفي المال وفي الشذوذ الجنسي.
ايها القاريء لن تستطيع أن تكون ملمّا بكل خبايا الاضطرابات النفسية لذلك ولتكون بخير ما عليك إلا أن تنتبه ولا تصطدم بالمضطربين الذين يسرحون ويمرحون ويحكمون في كل مكان حتى لو كنت انت ايضاً مضطرباً.
عندما تقتنع أن من يستفزّك او من يصطدم بك او حتى من يرتكب حماقة ضدّك من دون أي منطق ومن دون أي مبرّر لا تضعه في خانة الحاسد ولا الحاقد ولا اللئيم ولا الثأر ولا كرهاً بأبيك ولا الذي “عينه بغيره” إنما صنّفه في خانة الشخصيات المضطربة المحتاجة لعلاج وليس بالضرورة ان يكون العلاج عند طبيب فالصديق المثقف الجيّد دواء و الطبيعة دواء ومشاهدة مباراة كرة قدم احيانا دواء.
صحيح انت لست مختصّاً بالاضطرابات النفسية لتتحمّل وتصبر ومن حقّك الدفاع عن نفسك ففي احيان كثيرة قوة الردع علاج فوري ناجح للمضطرب.
من هذه الشخصيات اخترت لكم الشخصية الهستيرية المنتشرة بين النساء اكثر من انتشارها بين الرجال.
مفردة هستيريا من اسم بيت الرحم باللغة اللاتينية وكان القدماء يظنون ان الشخصية الهستيرية مردّها سفر بيت الرحم داخل الجسد من الحوض إلى الدماغ.
تعرفها (او تعرفه) من طوقها للفت الانتباه باي طريقة،متأففات دائما،قليلا ما تسمعهن يقلن “الحمدلله” لأن قناعاتهن مؤقتة لا تدوم،تجد في السلوك أمام الناس حركات ممثلة تبحث عن إعجاب وغالبا ما يظهرن كممثلات فاشلات،يعشقن أدوار التمثيل لاحساسهن ان جمالهن ساحر، ،لديهن ميل دائم للأغواء ولو اضطررن تلوين اظافرهن كل اصبع بلون وصبغ شعرهن كل خصلة بلون وارتداء ملابس مختلفة فاقعة وحتى فاضحة فالمهم التميّز لجذب الانتباه.
يميلون لتصوير أنفسهمن لمعرفة رأي الآخرين.
مدمنين على “اللايك”
يغرمون بسرعة وينتفضون ضد الحبيب بسرعة ليتحوّل الآخر من مشروع زواج او زوج إلى عدو او إلى شرير او لعقبة أمام تقدّمهن وأمام مسيرتهن الدراسية او الفنية او الرياضية او المهنية.
يبدلون أماكن العمل لرغبة تغيير الاصدقاء لشعورهن انهن قد فضحن بأسلوب سلوكهن وشكاويهن الدائمة.
إفراط في الانفعال وافراط في الغضب و كذلك إفراط في تقمص الحزن والادوار في الحِداد .
ميل للانصياع و الخنوع لنصائح الآخرين إنما تمرّد بعد حين مع إلقاء اللوم.
احب الادوار لديهن في المجتمع ان يظهرن إما كضحية او كأميرة .
عندما يشعرن ان الآخرين اعتادوا شخصيتهن وما عدن مثيرين لهم يلجأن لمحاولات الانتحار.
قليلا ما يمتن من محاولات الانتحار لأن انتحارهن في بعض الأحيان كوميدي التفاصيل.
إن لم ينجح الانتحار لجذب العاطفة فإنهن يشكين من آلام غريبة تحير الأطباء او حتى من شلل لطرف من الأطراف او حتى يدّعين فقدان البصر او حاسة الشمّ.
برودتهن وعدم بلوغهن الرعشة الجنسية يورطهن في علاقات جنسية غير اعتيادية بهدف إثبات ان المشكلة دائما في الرجل.
دائما الآخر متهم وسبب ألامها.
هي شخصية متعبة جداً للأهل و للآخرين لأنها عادة ما تؤدي لمشاكل متكررة لا ينفع معها النصح والإجراءات الاحترازية.
الطلاق واحد من الحلول .
والان وبعد أن تذكرت ان فلانة وفلان في حياتك ينطبق عليهم الوصف أعلاه ما عليك إلا الابتعاد قدر الإمكان لأن مهمتك ليست الإصلاح ولست بطبيب نفسي.
واخيرا لا تنصح احد باخذ رأي طبيب نفسي لأن الجميع يعرفون أنفسهم ويعرفون ما يناسبهم وربما الذي تنصحه او تنصحها يزوران طبيب نفسي ولم يخبراك.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
#د_احمد_عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة