رسالة إلى سمير جعجع
هذه المرة الأولى التي اوجه فيها رسالة إلى الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ،والسبب هو كلمته الأخيرة التي رأى فيها البعض من السياسيين إنها كلمة تلاقي ومدخل للحوار ونستطيع البناء عليها ونلاقيه على النصف الأخر من الطريق، وهنا أيضا” على مَن رأى فيها تلاقي أن يفسر لنا كيف يكون التلاقي والحوار وما زالوا يعترفون بإن إسرائيل ليست عدو؟
دكتور سمير جعجع
في خطابك الأخير طالبت بهذا الحوار ولكنك قلت بأن خيار الحرب والسلم لا يجب ان يكون بيد حزب
وبأن هذه الحرب ليس لنا فيها أي هدف
وقد طالبت بتطبيق القرار 1701 ونزع سلاح المقاومة الذي يعتبر سلاح ردع وقوة للبنان بوجه العدو الإسرائيلي
دكتور جعجع، أنتَ تعلم جيدا” بأن المقاومة وهي بأفضل قوتها اليوم لا يستطيع أحد هزيمتها وهذه القوة هي التي منعت العدو من معاودة أحتلال لبنان
دكتور جعجع،سوف احدثك بكل صراحة.
كيف تريد الحوار وانتَ لا تعترف بأن إسرائيل هي عدو؟
كيف تريد الحوار وأنتَ لا تستطيع لجم ابواقك وتهجمهم على المقاومة وشهدائها وبيئتها
كيف تريد الحوار وأنتم أعلنتم بأنكم لا تستطيعون العيش معها وبأنهم لا يشبهونكم
كيف تريد الحوار وانتَ لا تدين حتى ببيان الأعتداءات الإسرائيلية على لبنان
كيف تريد الحوار وانتَ وحزبك ونوابك في الندوة البرلمانية يقولون بأن المقاومة هي مَن تعتدي على إسرائيل
كيف تريد الحوار ولم نسمع منك ومن فريقك كلمة واحدة عن المجازر التي أرتكبها العدو في هذه الفترة فقط من المواجهة
كيف تريد الحوار وأنتَ لا تعلم شيئا” عن العيش المشترك ولا تريدون الأعتراف بأن بيئة المقاومة ليست شيعية فقط وهنا نقطة خلاف كبيرة جدا” ويجب ان نوضح ذلك
دكتور جعجع، هذا الحقد الأعمى جعل منك ومن فريقكم الذي يصول ويجول على القنوات محرضا” على المقاومة وبيئتها وجمهورها أعمى البصر والبصيرة
واصبح الجنوب بنظركم هو حزب الله فقط ومن الطائفة الشيعية وهنا توقعون انفسكم في بئر الأحقاد وعدم الأعتراف بالعيش المشترك والحفاظ على السلم الأهلي الذي هو من اولويات حزب الله والأحرص عليها
إلا إذا كنت انتَ وحزبك تعتبرون المسيحية فقط في الأشرفية وجونيه وصولا” إلى معراب
دكتور جعجع،الكلام التحريضي على المقاومة وبيئتها في الجنوب هو الحاجز الذي يمنع الحوار فكيف نلتقي وانتَ لا تعترف بالقرى المسيحية التي هي أساس هذه البيئة في الجنوب
دكتور جعجع،منذ العام 2000 ومن اليوم الأول للتحرير ولغاية هذا اليوم الجنوب هو عنوان العيش المشترك بمسلميه ومسيحييه وكما نقول بالعامية (لم يحصل ضربة كف)
من حاصبيا الأصالة وكنائسها السبعة ومطرانيتها
إلى إبل السقي النموذجية بالمحبة
إلى مرجعيون ومرجعيتها الدينية التي تحمل رسالة المحبة
إلى الخيام التي تصدح أجراسها مع تكبيرات الله اكبر
إلى الماري وطائفتها التوحيدية الكريمة
إلى القليعة وبرج الملوك وجزين وعشرات القرى المسيحية
توجهوا إلى البقاع الوفاء إلى مدينة الشمس والحضارة وكيف تتعانق الكنيسة مع المسجد
إلى سرعين رمز العطاء وكيف يتعايش المسيحي مع الشيعي
إلى اليمونة وكيف يتلاقى الأخوة من الطائفتين وكيف يضعون هويتهم الطائفية خارج القرية ويلتقون كعائلة واحدة
إلى تعلبايا المحبة
إلى رياق والقاع والكثير الكثير من القرى التي يتواجد فيها حزب الله وحركة أمل بكثافة وشاهدوا رمزية هذا العيش
أرسلوا فرقا” محايدة واسمعوا أهل هذه القرى لتكون النتيجة بأن أهل الجنوب والبقاع يعيشون بمحبة وسلام وبأن المقاومة هي عنوان الطمأنينة لهم.
دكتور جعجع، عندما تتكلمون عن هذا الواقع بصدق وبعيدا” عن الحقد السياسي
وعندما تعترف بأن إسرائيل هي عدو بهذه الحالة قد نلتقي على الحوار
دكتور جعجع، حزب الله قوة عسكرية اقليمية وقد هزم العدو الإسرائيلي في اصعب مرحلتين عام 2000 وحرب تموز في العام 2006 واليوم هذا العدو وبعد أحد عشر شهرا” لم يتجرأ على الدخول إلى لبنان مترا” واحدا”
لذلك لا يوجد أي عاقل (وحكيم) أن يتصور بأن مَن يمتلك هذه القوة ويتعرض لهذا الهجوم من أبناء بلده وهو يقدم الشهداء لأجل الجنوب ولبنان وقضية فلسطين
وهو مَن حارب المنظمات الإرهابية وحافظ على المقدسات المسيحية في معلولا أن لا يقوم بردة فعل إلا لأنه يمتلك الإيمان والصدق والمحبة والقناعة بأن لبنان سيبقى رمزا” للعيش المشترك والأحرص على السلم الأهلي
دكتور جعجع، كفى أستفزازا وكفى تحريضا على المقاومة إذا كنت فعلا” من طلاب الحوار وتريده مدخلا” لحلحلة الخلافات أسهل الطرق هو صمت الأبواق والأعتراف بأن إسرائيل هي عدو
اتخذ هذا القرار علنا” وسوف ترى كيف شركاء الوطن سوف يكونوا على النصف الآخر من الطريق.
نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.