اقلام

“عالمرام” بقلم الاعلامية الاجتماعية ريما فارس

“عالمرام”

قد تبدو كلمة “البال” بسيطة عند استخدامها في تعبيرات يومية مثل “روّق بالك” أو “طوّل بالك”، لكنها تحمل معنى عميقًا يعكس حالة من التوازن النفسي والطمأنينة. “البال” هو الشعور بالسلام الداخلي، كمن يسير في مسار هادئ بعيدًا عن عواصف الحياة وهمومها.

كما قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: “أقل الناس راحة من يظن أن راحته في الغنى والسلطة.” هذا الحديث يسلط الضوء على أن الراحة الحقيقية لا تأتي من المال أو النفوذ، بل من توازن النفس وطمأنينتها، وهو ما يعكسه مفهوم “البال”.

القرآن الكريم يعزز هذا المعنى في قوله: “كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ” (سورة محمد، آية 2). تُبرز هذه الآية أهمية تحقيق راحة البال كجزء من السلام الداخلي والتصالح مع الذات، مثلما يعكس الشروق الهادئ الذي ينير حياة الإنسان بعد فترة من الظلام.

تحقيق راحة البال يتطلب جهدًا مستمرًا، يشبه زراعة زهرة في بستان. إنه مسعى لتنظيم المشاعر والأفكار وتحقيق الاستقرار النفسي، حيث يصبح الفرد قادرًا على مواجهة التحديات بثبات وهدوء. الدعاء براحة البال لنفسك ولأحبائك هو تعبير عن رغبتك في حياة مليئة بالسلام الداخلي، وهو المرام الذي نسعى لتحقيقه، كهدف نبيل نطمح للوصول إليه لتحقيق التوازن الداخلي العميق.

في النهاية، راحة البال تعد مفتاحًا لحياة متوازنة، مثل الجسر الذي يربط بين ضفتي النهر. إنها نعمة نسعى لتحقيقها لأنها تمنحنا القدرة على الاستمتاع بالحياة بعمق وهدوء، بعيدًا عن ضغوط الحياة وأعبائها، وتساعدنا على تحقيق السلام الداخلي الذي يعزز سعادتنا واستقرارنا، وهو المرام الذي نسعى لتحقيقه في سعي حياتنا.

ريما فارس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى