أقام “حزب الله”، بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد فؤاد شكر، مراسم أداء القسم ووضع إكليل من الزهر على ضريحه في روضة الحوراء زينب في الغبيري، بحضور رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وأعضاء الكتلة النواب أمين شري وعلي عمار وإبراهيم الموسوي، مسؤول منطقة بيروت في “حزب الله” حسين فضل الله، عضو المجلس السياسي الوزير السابق محمود قماطي وعائلة الشهيد وفاعليات.
وألقى رعد كلمة قال فيها: “لا يخرج الفؤاد من الصدر ولا يغادر، فهو المؤمن الذي لا يُستفل منه، وكأني به قد عافى مجالسنا وذهب إلى حيث يقيم الطود الشامخ بين أمراء أهل الجنة، يأنس بهم، ويأنسون به، ويلتقي عماد وذو الفقار وأبو طالب وأبو نعمة وكل الشهداء الذين سبقوه”.
أضاف: “يا فؤادنا، ويا فؤاد مقاومتنا وعضدنا، يا علماً من أعلام صناع أبطالنا الاستشهاديين والنوعيين والمجاهدين، إلى أين تغادر، وأنت لا تغادر إلاّ من يجهلك، وأما الذي يعرفك، فأنت مُقيم في عقله وقلبه وصدره وحياته، تذكّرنا بالحسين والعباس وبحامل اللواء وبساقي العطاشى وبصاحب الحياء الذي رفض أن يأخذه الحسين (ع) إلى معسكر النساء في كربلاء، لأنه يستحي من سكينه وقد وعدها أن يجلب لها قربة الماء”.
وتابع: “سيد فؤاد، تغادرنا وأنت لا زلت في غرفة قيادة مسيرتنا المقاومة، تعاون الأمين العام، وتثبّت قلوب المجاهدين، وما أعددته من عدة النصر أنت ومن سبقك ومن يقوم مقامك الآن، نواصل من خلالها انتصاراتنا وانجازاتنا”.
وشدد رعد على أن “العدو استهدف السيد فؤاد لأنه كان يريد أن يعزل جبهتنا عن جبهة غزة، وأن يخفف ثقل العبء الذي كان يحمّله إياه السيد محسن بصليات صواريخه وبشجاعة أبطاله وبثبات مجاهديه، فالعدو وخلال أحد عشر شهراً لم يستطع أن يخلي مواقع المجاهدين الذين يصوّبون نحوه بنادقهم وصواريخهم وصلياتهم بالرغم من أنه يمتلك أحدث أنواع الأسلحة وأثقلها وزناً، فلقد ضاق العدو ذرعاً منهم، وظن أنه باستهداف السيد محسن قد يخفف الثقل، ولكن الثقل قد زاد، والعزيمة قد قويت، والاستعداد يتنامى، والأمة باتت أكثر وعياً لأهمية وجدوى مواصلة القتال ضد هذا العدو المتوحّش الذي يريد استئصال الحق، ويريد الانتصار لعنصريته وإرهابه، وحاشا للمجاهدين من إخوانك وأبنائك الذين كانوا صنع يديك ويدي من سبقك من إخوانك، أن يسكتوا على ضيم، وأن يقبلوا بالمذلة والمهانة، فالعدو مهزوم لا محالة، والمؤمنون المجاهدون منتصرون حتماً بإذن الله سبحانه وتعالى”.
ولفت إلى أن “العدو أراد أن يخفف العبء باغتيال السيد فؤاد، فإذا به يستشعر الحصار وأنه منبوذ ومهزوم ومسدود الأفق، وأن سمعته قد ساءت، وأن اليوم التالي عنده ضبابي غير مفهوم، فكيف يظّهر انتصاراً وهو لا يعرف ما سيفعل غداً، وبالتالي سيبقى مهزوماً، وسننتصر عليه بإرادة السيد محسن وبعزمه وبما أعدّ وربّى، ولا يتسع المقام للحديث عن مآثرك أيها القائد الجهادي الكبير، وعن بطولاتك وحميّتك وشهامتك وإبداعك وتخطيطك وهمّتك ونفاذ رؤيتك وعن أنك لا تعرف المستحيل، وعندما كنا نجالسك لم نكن لنسمع منك حديثاً عن انكسار، وإنما ما كنت تحدثنا به هو كيف نصنع الانتصارات”.
وختم رعد: “هنيئاً لك جوار الأنبياء والأولياء والشهداء، وهنيئاً لك بما خلّفت لنا من نُصرة مؤمنة مجاهدة بكلّها وكلكلِها، وما خلّفت من ساحة جهاد تتناسل المجاهدين تلو المجاهدين، وحسبنا أن نواصل طريقك وأن نقر عينك بالنصر الكبير الذي تنتظره أمتنا، إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا”.