اخبار ومتفرقات

د.رائف رضا نقابي متمرّد ام نقابي متهوّر؟

يقول فلاديمير اوليانوف بما معناه ان المثقفين أسوأ شريحة لأنهم قادرين على تبرير الخيانات الا ان المثقف إن كان مشبعاً بالروح الوطنية و باجنحة نفس متمردة على الظلم فإنّه يمضي بطريقه إلى الأمام غير عابىء بالصعاب .
يبدو ان السيد رائف رضا ازعجته التسويات النقابية بين الاحزاب الحاكمة.
ربما لم يصدق ان الحزب الذي أتى به ليس غير جزء من كلّ وطرف في لعبة ياخذ هنا ويعطي هناك مثله مثل باقي الاحزاب من دون التمسك بقوة بالمبادىء .
هاله ان يعرف ان التسويات تحصل في الخفاء وتوزع في الضوء.
واضح ان رفاق الانتخابات تخلوا عنه لانه لم ينضبط تحت سقف مفاوضات لقيادات .
د.رائف رضا اصطدام منذ الخطوة الأولى بثقافة المنظومة النقابية السائدة في البلاد.
لا يريد أن يصدق ان ثقافة الاحزاب الحاكمة أقوى من الحقيقة ومن الواقع ومن الدلائل ومن الاثباتات ومن القرائن.
ان النفس الثوري الحقيقي للإصلاح غير موجود وان الاحزاب الحاكمة الحالية ليست ادوات تغيير نحو الأفضل إنما استمرارية لنهج المحاصصة ولو على حساب حقوق الضحايا.
لن يصل د.رائف رضا إلى برّ الأمان في سعيه لأن الآخرين متفقين ان لا إصلاح في امّة جدّ احد.
الناس شخصيات مختلفة فمنهم المتمردين على كل شيء ومنهم المكتئبين الانتهازيين المستسلمين لكل شيء ومنهم الراضين بأي شيء يُعرض عليهم و منهم التجار المستعدين لبيع وشراء اي شيء ومنهم الصادق ولو على قطع رأسه ومنهم الماكر ولو قطع رأس غيره.
لا يحصل التغيير بمبادرة من واحد او اثنان او خمسة إنما الاصلاح الجذري يحصل بانقلاب عام يأتي بفريق عمل متجانس يطيح بالكلاسيكيين المدّعين من الحرس النقابي القديم ويؤسس لعمل نقابي يطهر نفسه بنفسه من الهدر ومن سوء التدبير.
لا يجوز اتهام اي احد بالخيانة او بالفساد من دون أي دليل موثّق إنما من جهة أخرى لا يجوز قمع حرية النقد والتعبير .
استخدام البلطجة النقابية في كل النقابات لا تليق بمتعلمين ومن ناحية اخرى اللجوء للقضاء في خارج الحركة النقابية ضد زميل او نقيب او عضو في مجلس نقابة خطأ جسيم وفادح لا نحبذه.
يجب حصر الصراخ النقابي دائما بين جدران بيت النقابة .
للأمانة ليس مهمتنا نصرة زميل بتولي لجنة نقابية ضد.آخر لاننا بهذه الحالة نقدم خدمة مجانية للحزب الذي أتى به وننزع من تنظيم آخر حقيبة نقابية.
ليس دورنا نصرة د.رائف رضا عند د. سعد بوهمين ولا نصرة د.سعد بوهمين ضد د رائف رضا بل مهمتنا الحفاظ على المبادىء والديمقراطية والحركات واللياقة و والقانون.
ليست مهمتنا اسداء خدمات لأي حزب حاكم.
لومنا وعتبنا وحتى دعمنا للزميل د.رائف رضا نختصره بعبارة واحدة:
نحن ضد قمع التعبير وضد.قمع النقد وضد وضع ضوابط للحرية المهذب والاخلاقية وفي نفس الوقت لا نريد اللجوء للقضاء خارج النقابة.
يؤسفنا ان الزملاء في النقابة لم يتمكنوا من إطفاء النار بين الاعضاء داخل مجلس النقابة .
من هنا ومن تحت شجرة سرو محررة في حاروف وجالسا على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة اسمع قصف طيران العدو الأصيل لوادي فرون ونتمنى عودة الديمقراطية و حسن الإدارة إلى كل نقابة لها مهمات انسانية.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
عاشت نقابة أطباء لبنان حرّة ومخلصه و وفية.

#د_احمد_عياش.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى