الحرب بين حكمة إيران وتوتر اسرائيل …..!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشهد العالم يوميا هجومات سياسية بكل إطلالة يصوب قادة كيان العدو الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانبة ومحورها، معتبرين أن معركتهم الحقيقية مع طهران، في حين خطاب قادة محور المقاومة يركز على مواجهة إسرائيل ، وخاصة بعد توحد ساحات المقاومة وما شكل من ضغط على اسرائيل التي قاربت مجازرها الفين تجاوز عدد ضحاياهم الاربعين الف معظمهم من الابرياء، بحرب إبادة تمولها امريكا تدعمها حكومات الغرب ،وبالبوقت عينه تفاوض واشنطن ايران على ملفها النووي التي تلتزم فيها الجمهورية الإسلامية بحقها ضمن ثوابت ومرتكزات الجمهورية الإسلامية ورؤية استراتيجية لا تفرط بحقوقها مؤكدة سلمية برنامجها النووي، وهذا ضرب مسعى حكومة نتنياهو بتوسعه حرب غزة واستدراج إأميركا إليها تجر خلفها القوى الغربية، باعتبار المعركة الحقيقية هي مع إيران وهذا ما كرره نتنياهو أكثر من مرّة أمام الأميركيين وخوفه من امتلاكها أسلحة نووية تكسر التفوق الاسرائيلي في الشرق الاوسط
فمن المعلوم أن الجمهورية الإسلامية تجيد التفاوض حتى مع واشنطن ، ولا ترغب بحرب كبرى موسعة وفي هذا تحديدا تتقاطع مع الإدارة الحالية للبيت الأبيض،وهدوء إيران وتقديره خصوصية الواقع الأمريكي الحالي ومدى وتأثره باالانتخابات، شكل عامل ضغط على نتنياهو تجلى بخطابه التحريضي أمام الكونغرس ، حيث لم ينجح فيه باستغلال ضعف الإدارة الحالية واستدراجها لحرب كبيرة بالمنطقة، على العكس أسدى خدمة كبيرة لكل محور لممناعة من بوابة إيران، فرضت فيه طهران نفسها قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها بأنها احد اركان الممانعة، بقدرة عسكرية فرض احتمال تحركها حضور عسكري غربي مباشر ببوارج عسكرية ونشر أساطيل لردع هجومها المفترض مع حلفائها على اسرائيل، لمنعهم من توجيه ضربات مشتركة وموسعة إليها ترافق مع تحرك أمريكي على اكثر من محور لتأجيل الرد او الثاتير بحجمه بعد أن أكدت طهران بلسان سماحة المرشد أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية سيكون مؤلما، وهذا كاف لمن يعرف الجمهورية الإسلامية وحكمة قيادتها، وجديتها في التعامل مع الثوابت بعيدا عن التسرع والاستعراض الذي يمارسه الغرب عموما والأميركي خصوصاً، وهذا ما يحكم إدارة المعارك حاليا . فالاسرائيلي الذي يهدد لبنان يوميا بعد أن تلقى رد عقلانيا من حزب الله ردا على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وتمكن من إصابة أهداف استراتيجية داخل كيانه، أجبر على التزام قواعد اشتباك فرضت نفسها لمصلحة لبنان خفت معها عصف الجبهات الداخلية ، وهذا موقف متطور انسحب على التوازنات الإقليمية أتي تباعا لاستئناف تفاوض قائم منذ فترة طويلة على الملف النووي بين إيران من جهة وامريكا والغرب من جهة اخرى، تعمل أميركا لضم ملفات كثيرة اليه، فمشكلة أميركا مع إيران عميقة ابعد من صراع حدود ومصالح محلية ، يدخل بوجود اسرائيل ولا ينتهي بدور امريكا الاستعماري في المنطقة، الذي تريد منه واشنطن حاليا الدخول بمسار جديد مع ايران للبحث في كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة على مستوى مناطق النفوذ، بعد خسارة اسرائيل عسكريا وتراجع دورها .
فاميركا المحكومة للمصالح بغض النظر عن الإدارة الحاكمة في البيت الأبيض لا تريد اقتصار التفاوض مع إيران على الملف النووي، بل شموله بملفات من اليمن الى العراق سوريا وصولا إلى لبنان، لا سيما الموقف الاميركي على وقع مفاوضات عراقية أميركية ،حول جدولة موعد انسحاب القوات الأميركية تسعي واشنطن لفصل بغداد عن وحدة الساحات ، ليبقى ملف لبنان بالطليعة لقناعة عند الاميركيين بأن أي مدخل لتسوية بالشرق الأوسط تبدأ من لبنان باتفاق حدودي يخفض التوتر ويمنع اندلاع حرب مع اسرائيل،ويعيد تشكيل سلطة سياسية تتقاطع عليها القوى الدولية، لن تكون إلا ثمرة اتفاق بين طهران وواشنطن، تتوسع لعواصم مؤثرة يجهد لها الأميركي بهدف كيفية خفض التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، بهدف منع اندلاع حرب كبرى ترتكّز على عدم قدرة نتنياهو حتى اللحظة من استدراج الجميع إلى حرب هدفها عند نتنياهو بتعزيز حظوظ ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكل همّه قطع الطريق على وصول هاريس
وإيران حتى اللحظة لا تريد التراجع او التنازل، وبالتالي لن تعطي اسباب تكون مطية فوز ترامب ، وهنا يمكن ان يلجأ نتنياهو إلى التصعيد ومواصلة حربه وإطالة أمدها إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، يريد لها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة على مستوى العالم ، فالسلوك الإسرائيلي يشير إلى سعي مستمر للحرب من غزة إلى الضفة الغربية، وصولاً إلى معركة مع لبنان يريدها بشراكة غربية، ولهذا ازدادت تهديدات اسرائيل تجاه لبنان وتترافق مع إعلان عن استعدادت عسكرية، يعلنها الإسرائيليون بإطار تغيير الوقائع العسكرية ، بعد تعثر الديبلوماسية وهذا لا يرتبط بالواقع العسكري وتوازن الجبهات او بقدرة اسرائيل على فتح جبهات خارجية جديدة وهي غارقة بمستنقع الداخل
د محمد هزيمة
كاتب سياسي
باحث استراتيجي