اخبار ومتفرقات

المرأة العربية والريادة في الأعمال

على مدار العقود الأخيرة، شهد العالم العربي تطورًا ملحوظًا في دور المرأة داخل المجتمع.

كانت المرأة دائمًا جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي، لكن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أتاحت لها فرصًا أكبر لتحقيق الريادة في مجال الأعمال.

على الرغم من العقبات والتحديات التي تواجهها المرأة في العالم العربي، تمكنت العديد من النساء من تحقيق نجاحات بارزة، ليصبحن قدوة لجيل جديد من النساء الطموحات.

قصص نجاح ملهمة

 

توجد العديد من قصص النساء العربيات اللواتي استطعن بفضل جهدهن وريادتهن تحقيق نجاحات كبيرة في عالم الأعمال، رغم التحديات التي يواجهنها. إليكم بعض الأمثلة الملهمة:

 

لبنى العليان – سيدة الأعمال السعودية

   – تعتبر لبنى العليان من أبرز سيدات الأعمال في العالم العربي. تولت قيادة مجموعة “العليان” التي تعد واحدة من أكبر الشركات العائلية في السعودية. بفضل إدارتها الحكيمة، توسعت الشركة لتشمل مجموعة واسعة من الاستثمارات في مختلف القطاعات. كانت العليان دائمًا مناصرة لتمكين المرأة، وشكلت رمزًا للتغيير في المجتمع السعودي.

 

رندا البدير – المرأة اللبنانية رئيسة مجموعة الخدمات المصرفية الالكترونية وخدمات البطاقات في بنك الاعتماد.

   – راندا بدير هي رائدة أعمال بارزة ومبتكرة، ذات توجه نحو الأداء، خبيرة في المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية، وامتلكت خبرة تزيد عن 30 عاماً في هذا المجال. عُرفت بمساهماتها في قطاع المدفوعات المالية، ولديها مهارات في ابتكار المنتجات والتخطيط الاستراتيجي. شغلت العديد من المناصب الرفيعة، وشاركت في الدفاع عن التقدم في المدفوعات في قطاع المصارف والشمول المالي.

 

أماني عصفور – رائدة الأعمال المصرية

   – تعتبر أماني عصفور من الشخصيات القيادية البارزة في ريادة الأعمال في مصر. بفضل نشاطها في العمل الاجتماعي والاقتصادي، ساهمت في تمكين العديد من النساء في مصر والشرق الأوسط عبر مبادرات تنموية وتدريبية. أسست شبكة من سيدات الأعمال العربيات لدعم المرأة في الأعمال وتعزيز مشاركتها في الاقتصاد.

 

رجاء المزروعي

   – رجاء المزروعي تعد واحدة من الشخصيات الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية في الإمارات العربية المتحدة. تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي في “فاين تك هايف” (FinTech Hive)، وهي منصة رائدة تعمل على تسريع نمو الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. بفضل دورها الريادي، ساعدت في تعزيز الابتكار في القطاع المالي الإماراتي وجعلت من دبي مركزًا عالميًا للتكنولوجيا المالية.

 

سارة أكبر

   – سارة أكبر هي مهندسة بترول كويتية تُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في قطاع الطاقة في الشرق الأوسط. أسست شركة “كويت إنرجي” المتخصصة في استكشاف النفط والغاز، ولعبت دورًا محوريًا في تطوير مشاريع النفط والغاز في الكويت وخارجها. نجاح سارة في مجال يعتبر تقليديًا مجالًا للرجال يُعد إنجازًا كبيرًا في ريادة الأعمال.

 

غادة جبارة 

-غادة جبارة هي رائدة أعمال جزائرية تشغل منصب الرئيسة التنفيذية لشركة أوبتيموم تيليكوم الجزائر، وهي شخصية بارزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تحمل شهادتي ماجستير؛ الأولى في إدارة الأعمال التنفيذية من جامعة كيبيك في مونتريال، والثانية في نظم المعلومات من جامعة لوهافر في فرنسا. تتميز جبارة بخبرتها الكبيرة في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، وقد قادت شركتها إلى تحقيق نجاحات متعددة في السوق الجزائري. 

برزت كقائدة في هذا المجال، حيث تجمع بين الفهم العميق للتكنولوجيا والقدرات القيادية والإدارية.

 

هذه الأمثلة تعكس التنوع والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها النساء العربيات في مختلف دول العالم العربي.

سواء في مجال التكنولوجيا، الطاقة، التجارة، أو الخدمات، فإن المرأة العربية تواصل تحقيق نجاحات كبيرة وتجاوز التحديات لتصبح قوة دافعة في الاقتصاد العربي. هذه الشخصيات هي نماذج ملهمة للرائدات العربيات الطامحات للتميز في مجالات الأعمال.

 

التحديات التي تواجهها المرأة العربية في مجال الأعمال

 

رغم قصص النجاح المتعددة، لا تزال المرأة العربية تواجه تحديات كبيرة تحول دون وصولها إلى الريادة في الأعمال بسهولة. هذه التحديات يمكن تصنيفها إلى عدة مجالات:

التحديات الاجتماعية والثقافية

   – العديد من المجتمعات العربية ما زالت تعتمد على أدوار تقليدية للمرأة، حيث يُنظر إلى دورها الرئيسي على أنه داخل المنزل. هذه التوقعات الاجتماعية قد تشكل عائقًا أمام النساء اللواتي يرغبن في خوض مجال الأعمال. الضغوط المجتمعية والعائلية قد تؤثر أيضًا على فرص المرأة في متابعة تعليمها أو تأسيس مشروعها الخاص.

العوائق القانونية

   – في بعض البلدان العربية، توجد قوانين أو إجراءات قد تحد من قدرة المرأة على إنشاء مشاريعها أو الحصول على تمويل. قد تواجه المرأة صعوبات في الحصول على القروض أو التراخيص التجارية مقارنة بالرجال. رغم التقدم الذي أحرزته العديد من الدول في تحسين التشريعات الداعمة للمرأة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاحات لتسهيل مشاركة النساء في ريادة الأعمال.

الوصول إلى التمويل والدعم

   – من بين أكبر التحديات التي تواجه النساء الرياديات في العالم العربي هو الوصول إلى التمويل والدعم المالي. العديد من النساء يجدن صعوبة في إقناع المستثمرين أو البنوك بدعم مشاريعهن، مما يحد من فرص النمو والنجاح. لهذا السبب، تسعى بعض النساء إلى إطلاق مشاريع صغيرة تعتمد على تمويل ذاتي، وهو ما قد يحد من قدرة المشروع على التوسع.

 

القيود الزمنية والمسؤوليات العائلية

   – تتحمل العديد من النساء العربيات مسؤوليات عائلية كبيرة، مما يجعل من الصعب عليهن التوفيق بين الحياة الأسرية ومتطلبات ريادة الأعمال. هذا العبء المزدوج يتطلب من المرأة جهدًا كبيرًا لتحقيق التوازن بين الطموح المهني والمسؤوليات الشخصية.

 

التوجه نحو التغيير: حلول لتعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال

 

على الرغم من التحديات، هناك توجه واضح نحو تمكين المرأة في العالم العربي، مع العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال:

 

برامج دعم وتمويل المرأة

   – بدأت العديد من البنوك والمؤسسات المالية في العالم العربي بتوفير برامج خاصة لدعم النساء الرياديات. توفر هذه البرامج تمويلًا مخصصًا للنساء اللاتي يرغبن في تأسيس أو توسيع مشاريعهن، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات والتدريب.

 

تطوير التشريعات الداعمة

   – تعمل الحكومات في بعض الدول العربية على تحسين الإطار القانوني لتسهيل مشاركة المرأة في سوق العمل ودعمها في ريادة الأعمال. هذه الإصلاحات تشمل تسهيل الحصول على التراخيص التجارية، وضمان الوصول إلى التمويل، وتشجيع المساواة بين الجنسين في سوق العمل.

 

التعليم والتدريب

   – تلعب المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في تمكين المرأة، من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة للنساء في مجالات الأعمال والتكنولوجيا. المبادرات التي تهدف إلى تعزيز المهارات التقنية والمالية لدى النساء تمكنهن من التنافس في السوق العالمي والمشاركة في الاقتصاد الرقمي.

 

التشبيك والتواصل

   – شبكات دعم الأعمال النسائية تعد عنصرًا مهمًا لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد. توفر هذه الشبكات فرصًا للنساء الرياديات لتبادل الخبرات، بناء الشراكات، والحصول على المشورة والدعم اللازم لتطوير مشاريعهن.

 

الخلاصة

رغم التحديات التي تواجه المرأة العربية في مجال ريادة الأعمال، إلا أن قصص النجاح المتعددة تثبت أن المرأة قادرة على تحقيق الريادة والمساهمة في نمو الاقتصاد. مع التحسينات المستمرة في التشريعات، وزيادة الوعي الاجتماعي، وتعزيز فرص الوصول إلى التمويل، يتزايد دور المرأة في قيادة الأعمال في العالم العربي. تشكل النساء الرياديات اليوم قدوةً ملهمةً لجيل جديد من النساء الطموحات اللاتي يسعين إلى تجاوز الحواجز وتحقيق النجاح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى