اقلام

“حرب سيبرانية” بقلم الاعلامية ريما فارس

“حرب سيبرانية”
في عملية فريدة من نوعها وأكثر وحشية شهدتها الساحة اللبنانية ،حيث ارتكبت إسرائيل جريمة إلكترونية تثير القلق. يوم أمس، نجحت في اختراق أجهزة “البايجر” التي كان حزب الله يعتمد عليها، مُحدثةً فوضى عارمة داخل صفوفه. هذا الهجوم لم يكن مجرد اختراق تقني، بل كان اعتداءً مباشراً على أمن الحزب وحياة مجاهدين، مما أسفر عن إصابات خطيرة وخسائر فادحة. ما حدث لم يكن مجرد خطوة عسكرية؛ بل كان محاولة لزعزعة استقرار المنطقة بشكل كامل.

حزب الله، الذي تلقى الضربة،هو يعلم جيداً
أنه على طريق الشهادة،وأن كل من دخل هذا الطريق قدم نفسه قرباناً للوطن، لكن المخيف من بعض الخونة الذين خانوا الأمانة لاجل مكاسب زائفة، هؤلاء انعدمت عندهم القيم والأخلاق والشهامة والمفروض اصدار قانون الإعدام لهم ولامثالهم.

كلنا نعلم أن الردّ الآن لن يقتصر على إعادة الاعتبار، بل سيستهدف نقاطًا حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي. وقد أثبتت لنا المقاومة هذا على مر التاريخ الطويل في استخدام التكنولوجيا والقدرات العسكرية المتقدمة لتنفيذ عمليات دقيقة.

المشكلة أن العدو لا يعي أن كل ما قام به لن يغير المعادلة، إسرائيل سقطت،وما تفعله من انتقام سيرتد عليها،
وسيدفعون الثمن بالأرواح والمعدات.والأضرار التي لحقت بنا،جريمتهم لن تُفلت من العقاب.

عدونا يظن أنه بتقنياته قادرعلى إضعاف المقاومة لكن التجربة تثبت أن كل ضربة تزداد مناعته وقوته، وكل جرح يُقابل بضربة تعيد المعادلة إلى نصابها وتجعل العدو يدفع الثمن باهظًا، مضاعفًا لما كان يتوقعه.

إلى الشهداء والجرحى، أنتم نورٌ لا يخبو، وسيفٌ لا ينكسر. بحياتكم رسمتم طريق العزّة والكرامة، وبجراحكم أثبتم ولائكم للحسين (ع) وأهل بيته.
أنتم الأمل الذي يتجدد في قلوب الأجيال، ورمز الفداء الذي لا ينسى. رحم الله الشهداء وشفى الجرحى، وعسى أن يكون عطاءكم مثالًا يلهمنا للمضي قُدمًا في درب الحق والعدل.

ريما فارس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى