طالما تردد سؤال كبير للغاية: هل كانت الدنيا قبل مليون سنة مجرد مكان بدائي يعيش فيه أسلافنا البشر حياة بدائية، يسكنون الكهوف أو ينامون على الأشجار ويجهلون إشعال النار؟
أم أن الحياة قبل مليون سنة كانت تضج بالتكنولوجيا المتطورة للغاية، وهناك ما لم نعرفه حتى في عصرنا الحالي، عصر الذكاء الاصطناعي؟
هناك من يقول إن الحياة قبل مليون سنة كانت متطورة جدًا، لكنهم اكتشفوا أن ثمن التكنولوجيا على البشرية كان مكلفًا وخطيرًا للغاية، من أمراض وأورام سرطانية، كما ان الاستخدام العسكري للتكنولوجيا بطريقة شوهت الغاية من هذا التطور. مما أدى إلى حرب كبيرة للغاية أدت إلى دمار تلك الحضارات واندثارها نهائيًا.
وهناك نظريات ظهرت مؤخرًا، منها نظرية الأنوناكي الفضائي، وسكان جوف الأرض، وما يحدث من اكتشافات وآثار تاريخية يتم فحصها بالإشعاع الكربوني أمر مرعب للغاية، وإن كان لا يتم الإعلان عنها، إلا أن هناك آثارًا تظهر أن الإنسان قبل مئات الآلاف من السنين كان متطورًا، ليس كما تعلمنا أو حفظنا أنه كان يرتدي الجلود ويأكل اللحم نيئًا ويسكن الكهوف.
وربما العالم القديم المتطور حصل معه كما حصل اليوم مع اهلنا في الضاحية الجنوبية، من قبل العدو الإسرائيلي، وهو استخدام مرعب للتكنولوجيا المدنية لأغراض عسكرية، خاصة بعد تفجير الأجهزة المدنية حتى بالأطفال التي ربما كانت تلهو بها، يعتبر جريمة موصوفة تستدعي تحركًا عالميًا، وإلا على الدنيا السلام، وما قامت به إسرائيل، والذي يتجاوز عمليات الإرهاب المنظم، فإن الكثير من الدول ستغلق شركاتها، وسيتغير النظام العالمي، وربما يحدث انهيار كبير لن تنجو منه أي دولة.
بعد استخدام إسرائيل للتكنولوجيا المدنية في أغراض عسكرية وارتكاب المجازر من خلالها، لا أحد في أمريكا وأوروبا يستطيع أن يخبرني أنه حر، ولديه ديمقراطية ويعيش حقوق الإنسان. فقد أكدت إسرائيل أنها قادرة على قتل كل الشعب الأمريكي والأوروبي بكبسة زر.
بعد اليوم، لا أحد يفتخر بأنه يحمل هاتفًا محمولًا مرتفع الثمن، لأن قتله بالهاتف المرتفع الثمن لن يجعل موته موتًا بخمسة نجوم، خاصة أن إسرائيل قادرة على تفجير أي جهاز محمول أينما تواجد.
بعد اليوم، لا أحد يقول لي إنه يدفع مبالغ خيالية للحفاظ على خصوصيته وأسراره. لقد تبين أنك تدفع مبالغ خيالية لشركة تبلغ عنك أنك تملك خصوصية تريد أن تحميها، فيأتي الإسرائيلي ويضعك تحت المراقبة حتى يعد أنفاسك.
لا أحد يقول لي إن هناك دولة واحدة في العالم خارجة عن سيطرة الإسرائيليين. أمريكا وشعبها وشركاتها وجيشها هم عبيد وخدم عند الإسرائيليين.
الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وحتى اليابان، هم ومصانعهم ونخبهم العلمية والصناعية ومعهم ملوكهم ورؤساؤهم، مجرد خدم وعبيد عند الإسرائيليين.
ولا أحد يستغرب أو يرفض ما أقوله، لأنه لو كان ما أقوله خطأ، كان يجب على هذه الدول أن تحاكم إسرائيل أو تدعي عليها، وأن تعاقبها.
ذلك اسرائيل كشفت عن اهم اسرارها واخطر اسلحتها في الضاحية الجنوبية من اجل تهديد الكرة الارضية، اسرائيل وحكومة اسرائيل تعرف انها بهذا العمل ستدخل بصراع مع كل شعوب العالم، ولكن على ما يبدو ان الصهاينة اعلنوا سيطرتهم على البشرية.
لذلك، ما جرى في الضاحية الجنوبية يطرح الكثير من الأسئلة.
أول هذه الأسئلة: الهاتف المحمول الذي تنتجه الشركات ليس فقط أداة تجسس، بل هو سلاح قاتل يمكن في أي لحظة أن يقوم المسيطر عليه بتفجيره في رأسك. يعني أنك تشتري بأموالك وتدفع لشركة خاضعة لسلطة بعض البشر بأن تحكم عليك وعلى عائلتك بالقتل والإعدام ساعة يشاؤون.
ثاني هذه الأسئلة: الهاتف المحمول وُجد لاستعبادك. فهم اليوم لا يكتفون بمراقبتك على مدار الساعة، بل إنهم يقومون باستعبادك من خلال ابتزازك بصورك الخاصة أو مكالماتك أو علاقاتك، أو حتى الضغط عليك بما يعرفونه عن عائلتك وأحب الناس إلى قلبك. وعندما يستعبدونك، تتحول إلى عبد مطيع ينفذ كل مآربهم دون اعتراض. يعني أنك تدفع أموالك لتتحول إلى عبد عند هؤلاء الذين يتحكمون بالبشر.
في الختام، نعود إلى المقدمة. ولو أن ما أقوله مجرد فرضية، ولكن يبدو أن أسلافنا البشر كانوا متطورين للغاية. لكن تطور التكنولوجيا واستخدامها غير الإنساني من قبل فئة مجرمة مثل الإسرائيليين اليوم جعل البشر ينتفضون على التكنولوجيا وتصبح من المحرمات حتى نسوها، وهكذا عادوا إلى البدائية كما كانوا أول مرة.
كل إنسان اليوم يمتلك هاتفًا محمولًا يحمل قنبلة متفجرة يضعها قرب رأسه، وفي أي لحظة يمكن للإسرائيلي أن يفجرها بصاحب الهاتف المحمول أينما كان، وفي أي دولة في العالم.
وبعد ما جرى في الضاحية، أعتقد أننا سنبدأ برفض استخدام التكنولوجيا، وسنعود إلى الهواتف الأرضية، ورويدًا سنرفض كل أنواع التكنولوجيا التي تسبب الموت والدمار، وهكذا مرة أخرى تعود الحياة البدائية لتفرض نفسها على الوجود.
ما قامت به إسرائيل ليس موجهًا للمقاومة فقط، بل هو موجه للعالم الذي عليه أن يعترف بأن إسرائيل تستعبده، وان الشعوب الحرة والانسانية هي الشعوب التي تواجه اسرائيل.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.