مع إقتراب مرور عام للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والشعب الفلسطيني وعلى لبنان، تستمر جرائم هذا العدو بأشكالها المتنوعة لتستهدف المدنيين الآمنين في خرق واضح لقواعد القانون الدولي وغياب الإدانة الواضحة من العالم الغربي عموما، بل الضغط لعدم محاسبة الكيان الصهيوني وقادته على جرائمهم.
لقد صُعق العالم أمام آخر الإبتكارات الإجرامية التي قام بها هذا الكيان، من خلال عدوانه السافر على لبنان وشعبه يومي السابع عشر والثامن عشر من شهر أيلول/سبتمبر الجاري. حيث قام بهجوم على أجهزة إتصال أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. في جريمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مسخّرا قدراته التقنية لإزهاق أرواح الأبرياء والتسبب بإعاقتهم.
إن الجمعية العربية للعلوم السياسية، إذ تدين هذا الفعل الإجرامي لكيان العدو وقادته، فهي تدعو المحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام فيها إلى ملاحقة القادة الصهاينة المسؤولين عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، والإسراع في إصدار مذكرات توقيف عاجلة بحقهم لمحاكمتهم، بغية عدم تماديهم في إجرامهم الذي سيطال العالم أجمع. لا سيّما بعد خرقهم لأبرز قواعد القانون الدولي الإنساني والمتمثل بمبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى خرق القواعد التي تحمي المدنيين خلال النزاعات المسلحة. كما وتدعو مجلس الأمن الدولي عشية إجتماعه لبحث هذا العدوان الموصوف، إلى إدانة الكيان الصهيوني وإتخاذ التدابير الزجرية بحقه وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجباره على وقف عدوانه على الشعبين اللبناني والفلسطيني وتهديد الأمن والسلم الدوليين. وتدعو الجمعية دول العالم إلى التمعّن في حجم ونوع جرائم هذا العدو، والتي باتت تشكّل خطرا على الإنسانية جمعاء وأن تعمد إلى قطع كل علاقة معه، لا سيّما وقف تزويده بالأسلحة والتكنولوجيا التي يستخدمها لإرتكاب جرائمه المختلفة.
إن الجمعية العربية للعلوم السياسية تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة، وتتمنى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى. كما وتؤكد إستعدادها الدائم لتقديم مختلف أشكال الدعم للشعبين اللبناني والفلسطيني، في سبيل مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس.
بيروت والقاهرة ١٩/٩/٢٠٢٤
الأمين العام أ. د. حسان الأشمر
نائب الرئيس أ. د. حسن جوني
الرئيس أ. د. جمال زهران