تتواصل التحقيقات حول تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة باسم “بيجر”، المرتبطة بهجوم استهدف حزب الله في لبنان. هذا الهجوم، الذي أدى إلى تفجير آلاف من تلك الأجهزة، يبرز دور التكنولوجيا في الصراعات المعاصرة. في حين تسعى التحقيقات إلى توضيح التفاصيل المتعلقة بالعملية وتحديد آثارها على الأمن والسياسة في المنطقة.
وكانت قد أعلنت أمس بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة أن أجهزة الاتصالات المفخخة التي تم تفجيرها كانت مزروعة بالمتفجرات قبل وصولها إلى لبنان.
وأوضحت أن تفجير أجهزة البيجر تم بواسطة رسالة إلكترونية.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أفادت نقلا عن مسؤولين أميركيين وآخرين لم تُسمّهم، قولهم إن أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت «صنعتها شركة غولد أبولو التايوانية وفخختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان.
كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” نظرية أخرى، حيث قالت نقلا عن شركة “لوبك إنترناشيونال” الأمنية إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو على الأرجح برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات، مما أدّى إلى انفجارها.
تحقيقات تايوانية
وفي آخر المستجدات، استجوب ممثلو الادعاء في تايوان في وقت متأخر من مساء أمس الخميس رئيس ومؤسس شركة أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي تعرف باسم (بيجر) المرتبطة بتفجير آلاف من تلك الأجهزة في هجوم استهدف حزب الله في لبنان، ثم أطلق سراحه في وقت لاحق.
وقال رئيس شركة غولد أبوللو ومؤسسها شو تشينغ كوانغ، ومقرها تايوان، إن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم بل صنعتها شركة بي.إيه.سي، ومقرها بودابست، والتي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
وأظهرت صور لأجهزة الاتصال المدمرة حللتها رويترز تصميما وملصقات على ظهرها تتطابق مع الأجهزة التي تصنعها غولد أبوللو.
وأحجم شو عن الرد على أسئلة الصحفيين أثناء مغادرته أحد مكاتب الادعاء العام في تايبه في وقت متأخر أمس الخميس. ولم يتم الرد على محاولات للاتصال بمكتب الادعاء العام قبل ساعات العمل اليوم الجمعة.
ولم يصدر الادعاء العام في تايبه أي بيانات حتى الآن بشأن تحقيقاته في قضية جولد أبوللو.
وشوهدت أيضا امرأة تدعى تيريزا وو، وهي الموظفة الوحيدة في شركة تدعى أبولو سيستمز المحدودة، وهي تغادر المكتب في وقت متأخر أمس دون أن تتحدث إلى الصحفيين.
وقال شو هذا الأسبوع إن موظفة تدعى تيريزا كانت أحد الأشخاص الذين تواصل معهم بشأن الصفقة مع شركة بي.إيه.سي التي تتخذ من المجر مقرا.
وتظهر سجلات الشركة أن وو أسست أبولو سيستمز في أبريل نيسان. ولم تتضح بعد طبيعة العلاقة بين شركتها وشركة بي.إيه.سي.
وقالت الحكومة التايوانية إنها تحقق فيما حدث، وقامت الشرطة بعدة زيارات لمقر شركة شو، في مكتب صغير ومتواضع بمدينة نيو تايبه المجاورة للعاصمة.
مكونات “البيجر” ليست من تايوان
بدوره، قال وزير الاقتصاد التايواني اليوم الجمعة إن المكونات المستخدمة في صنع آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) التي انفجرت يوم الثلاثاء في لبنان لم تُصنع في تايوان.
وأخبر وزير الاقتصاد كيو جيه-هوي الصحفيين “المكونات هي الدوائر المتكاملة منخفضة التكلفة والبطاريات”.
وعندما سئل عما إذا كانت مكونات أجهزة البيجر التي انفجرت مصنوعة في تايوان، قال “أستطيع أن أقول بيقين إنها لم تصنع في تايوان”، مضيفا أن السلطات القضائية تحقق في الأمر.
واستجوب ممثلو الادعاء رئيس شركة غولد أبوللو ومؤسسها في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، ثم أطلقوا سراحه.