شهداء وجرحى جراء العدوان الاسرائيلي على المعيصرة، ومسؤول جبل لبنان والشمال في حزب الله الشيخ محمد عمرو بخير.
كتب ناجي امهز
منذ وقوع الغارة الجبانة الإرهابية التي نفذها العدو الإسرائيلي على بلدة المعيصرة الكسروانية، انطلقت موجة كبيرة من التكهنات بأن المستهدف هو مسؤول المنطقة في حزب الله، الشيخ محمد عمرو.
وبحسب معلومات أولية، فإن الاعتداء أسفر عن ارتقاء ثلاثة شهداء وتسعة جرحى، جميعهم من المدنيين ومن مختلف الأعمار، كون الهجوم استهدف مبنى سكنياً.
وهذا العمل الجبان أدمى قلوب أهالي المنطقة على الضحايا الذين لا ذنب لهم سوى أن العدو الإسرائيلي يسعى لتقليب اللبنانيين والبيئة الشيعية ضد المقاومة، فيرتكب مثل هذه الأفعال الإرهابية في محاولة يائسة، وهو يعلم أنه بمأمن من الحساب والعقاب الدولي. لكن أبناء المنطقة، ومنذ نشأة لبنان، هم يد واحدة وقلب واحد. وعندما تتعرض أي منطقة في كسروان وجبيل لأي أذى، ترتل الكنائس القرآن، وترتل المساجد الإنجيل، ويرفع الجميع أيديهم بالصلاة من أجل المنطقة ولبنان، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وهذا هو قدر لبنان كل لبنان منذ ذكره في الكتب المقدسة الدفاع عن العدالة والانسان.
وقد سارعت القوى السياسية والاجتماعية والرسمية إلى بلدة المعيصرة لإعلان رفضها وشجبها لهذا العدوان الإرهابي الجبان، وتضامنها مع المعيصرة ضد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف صيغة التعايش في المنطقة قبل استهداف بلدة المعيصرة نفسها، وهي البلدة الخالية من أي نشاط عسكري، إذ تعتبر مثل بقية القرى اللبنانية التي يوجد بين بعض أبنائها من هم منتسبون إلى حزب الله، رغم أن البيئة في غالبيتها مؤيدة لحزب الله.
كما استغرب الجميع هذا العدوان الذي قيل إنه استهدف سماحة الشيخ محمد عمرو، وهو رجل حوار وعلم يتميز بالحكمة والمعرفة الواسعة في الإدارة المدنية والسياسية، وله علاقات واسعة مع غالبية أبناء المنطقة من مختلف الطوائف والمشارب السياسية والدينية.
ويُعرف الجميع أن سماحة الشيخ محمد عمرو هو رجل دين، وليس عسكرياً. ولا يمكن لأحد أن يغفل دوره في تعزيز روابط الوحدة الوطنية والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن دوره في نشر ثقافة الحوار والانفتاح. وقد نجح الشيخ عمرو بحكمته في تعزيز هذه الروابط من جبل لبنان إلى الشمال، وساهم في حل العديد من الأزمات التي كادت تعكر هدوء التعايش الوطني.
ويبدو أن العدو الإسرائيلي يعتبر هذا الدور الذي يلعبه الشيخ عمرو خطراً أكبر من التهديد العسكري، كون العدو يسعى لإشاعة الفتنة بين اللبنانيين وزرع الشقاق بينهم. لكن طالما أن أمثال سماحة الشيخ عمرو، من أبناء المنطقة ومن مختلف الطوائف، موجودون، فإن العدو لن ينجح في تقويض التعايش الإسلامي المسيحي في جبيل وكسروان، ولن ينال من الدور الوطني الرائد لهذه المنطقة، خاصة في ظل الأزمات الكبرى.