عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعا استثنائيا تدارست فيه الأوضاع المستجدة على الساحة اللبنانية والفلسطينية وصدر عنها البيان التالي:
دخلت الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على محور المقاومة في مسار استثنائي قد يتجه بالمنطقة برمتها نحو الحرب الشاملة التي يريد من خلالها بنيامين نتنياهو جر الولايات المتحدة الأميركية الى التورط في هذه الحرب تمهيدا لتخلصه من المأزق الذي يعيش فيه نتيجة عدم قدرته على تحقيق الأهداف التي اعلنها منذ بداية طوفان الأقصى لا في غزة ولا في لبنان ووصل في سبيل تحقيقها الى تجاوز كل القيم الإنسانية والحضارية بارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ وارتكابه لجريمة البايجر والأجهزة اللاسلكية التي تعتبر جريمة حرب موصوفة بكل المعايير القانونية يجب ان يعاقب عليها كل المسؤولين عنها.
لقد أجبرت الحرب التي يخوضها الكيان الصهيوني ضد لبنان أهالي الكثير من المناطق خاصة في الجنوب والضاحية الى النزوح ما افرز ازمة إنسانية تفرض على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها تجاه التعامل معها وتامين مستلزمات بالعيش الكريم لهم في اماكن نزوحهم في المدارس وأماكن العبادة وغيرها من أماكن الايواء وهذا ما لم يحصل حتى اليوم مع شكرنا للمؤسسات الأهلية التي بادرت للتصدي لمواجهة هذه المشكلة وهم لن يستطيعوا تأمين الكفاية ما لم تقم الدولة بواجباتها.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة الأوضاع المستجدة على الصعيد الميداني والسياسي والأمني نعلن ما يلي:
أولا: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية على المواجهات البطولية التي تخوضها اليوم في ساحات الجهاد وقصفها لمناطق حساسة في الداخل الفلسطيني وصولا الى حيفا وما بعد حيفا وهي وان التزمت الى الآن بالتعامل مع اهداف عسكرية الا ان توسع الحرب سيفرض عليها ان تتجاوز الأهداف العسكرية الى غيرها المؤثرة في تراجع العدو الصهيوني عن استمراره في قصف الأهداف المدنية.
ثانيا: يدعو تجمع العلماء المسلمين الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها تجاه معالجة مشاكل النازحين والعمل على توفير كل المستلزمات الضرورية لتحملهم للظروف الصعبة للنزوح.
ثالثا: يشكر تجمع العلماء المسلمين كل جمعيات المجتمع المدني والهيئات الروحية المسيحية والإسلامية التي قامت وتقوم بمساعدة النازحين وتأمين كل ما تستطيع تأمينه لأجل صمودهم في أماكن نزوحهم ويدعو الأهالي الوجودين في أماكن النزوح لتقديم المساعدات اللازمة التي يمكن ان تتوفر لهم لتعزيز صمود النازحين.
رابعا: يحذر تجمع العلماء المسلمين من قيام بعض الموتورين بالعمل على إشاعة أجواء فتن مذهبية ورفع شعارات مشبوهة خدمة لأهداف العدو الصهيوني ويدعو لعدم الرد عليها بما يعمق الأزمة ويطالب التجمع الدولة اللبنانية بالقيام بواجباتها في ملاحقة هؤلاء واعتقالهم وكشف مشغليهم الذين سيكتشف بعد التحقيق معهم انهم ينفذون مخططا استخباريا صهيونيا.
أخيرا ابقى تجمع العلماء المسلمين اجتماعاته مفتوحة لمتابعة التطورات والمستجدات.