المسعف الشجاع علاء ،
كن علاء!
عندما قال جمع المسعفين “مستحيل” تقدّم علاء واجاب “سأحاول”.
عندما قالوا غبار الدمار والصواريخ أقبح من وجه عمر بن ود.العامري قال :
انا من فتية علي.
بين المستحيل والمحاولة في النفس البشرية سدّ أصلب من سدّ آجوج ومأجوج .
معركة خندق جديد.
نهر نار لا يعبره غير الجبارين.
مؤمن ولد وعاش وعلى يقين ان الاعمار بيد الله.
لا يهب انسان إنسان آخر عمراً اضافياً.
و رغم ذلك اخبرهم ان للشجاعة وللمروءة رأيهما.
قرّر ان يحاول.
ان يتسلل وان يزحف وان يعاني و ان يتألم وان يتحدى الخطر ليصل لعلّه يفكك المستحيل.
هل فكرت انت يوما ان تفكك المستحيل.؟
فعلها علاء.
اكمل طريقه تحت الركام دون سؤال.
صار اثر مرور جسده بين الحجارة والاتربة هو النفق البديل باتجاه النجاة.
هناك قائد صدق ما عاهد الله عليه.
هناك في آخر النفق الحقيقي سيّد وقائد وفدائي وإمام.
عبر حتى وصل ،تسلل بين خطّي النور والظلام.
وصل،
ظلام بعد ظلام.
ازاح بيده آخر شعاع للعتمة ليرى وجه ضوء مبتسم وعمامة سوداء مضيئة.
عرفه،
عرف حبيب الناس،
نزع جهاز الحياة عن وجهه .
وضع جهاز التنفس على وجه الامام.
بين ان يحيا هو والد الأطفال الثلاثة وبين ان يحيا والد الناس ،كل الناس ،لم يتردّد للحظة.
آثر ان يحيا القائد الفدائي السيّد الامام.
حاول.
ثم حاول لعلّ مسعف آخر يصل.
صرخ إنما لا صدى تحت الركام.
لعلّ مسعف آخر يسمع،
في الوقت الصحيح يصل.
لم يصل احد.
بين ان يترك السيّد أو ان يعود ، آثر البقاء.
فضّل ان يحضن السيّد كمسعف وكمؤمن وكمقاتل لعلّه يحميه من قصف جديد.
من موت إضافي.
من استشهاد مضاعف.
علاء،
آثر البقاء ،
البقاء حتى مات.
كن علاء.
*علاء مسعف من الهيئة الصحية الاسلامية .
رجل شجاع من بلادي.
#د_احمد_عياش.