اقلام

لا علاقة لحزب الله بما يجري لنا، ويجب ان نتحرك سريعا والا الشيعة في خطر وجودي.

لا علاقة لحزب الله بما يجري لنا، ويجب ان نتحرك سريعا والا الشيعة في خطر وجودي.

بقلم ناجي أمّهز

المقدمة لمعرفة ماذا يجري يمكنكم مراجعة المقال الذي نشرته في 8 – 10 – 2022 تحت عنوان : فاليتوقف اصحاب الاستراتيجيات عن قرع طبول الحرب، انتم تقتلون الشيعة، وتدخلون حزب الله في خطر وجودي.

البداية، وأكررها للمرة الألف، الحرب على لبنان ليس سببها جبهة إسناد غزة، بل جبهة إسناد غزة أخّرت الحرب على لبنان وخففت من وطأة تدميرها الذي كان سيحدث بعد الانتهاء من غزة. واليوم ما يقوم به الإسرائيلي هو سباق مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فالإسرائيلي لا يمكنه إعلان دولته ما لم يحتل مدينة صور ويصل إلى قبر أحيرام. يمكنكم مراجعة المقال الذي كتبته في 22 – 8 – 2021، حيث جاء فيه: على النخب العربية والإسلامية أن تعلم أنه من دون النخب اللبنانية لا مكان لهم ولدولهم في العالم، لأننا الشعب الوحيد الذي هزم إسرائيل، التي هزمت كل الجيوش العربية مجتمعة عام 1967. نعرف شكل الأفعى واسمها ورسمها وطقوسها وفلسفتها. فالنظام العالمي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا احتل قبر حيرام في صور، حيث يُذبح بقرة حمراء، وتُحمل أشجار الأرز لبناء الهيكل الكبير من جديد.

لذلك، اليوم، إسرائيل ستعمل المستحيل وتستخدم كل قوتها، حتى الأسلحة المحرمة دولياً، للقضاء على حزب الله أولاً، من أجل وصولها إلى صور. ولأنها تعلم أنه في حال نجا حزب الله من هذه الضربة، فإنه سيخرج أقوى بعشرات المرات، كونه سيتعلم من تجاربه السابقة العسكرية والسياسية والإعلامية.

إضافة إلى ذلك، القيادة الجديدة ستكون متحررة من الكثير من القيود التي فُرضت سابقاً بسبب التهويل الكبير من قبل البعض الذين كان عملهم فقط البقاء في مناصبهم رغم فشلهم في ملفات عديدة. هؤلاء كانوا يبررون إبعاد الآخرين بما يُعرف بالشبهة، إما شبهة الصلاة أو شبهة العمالة والاختراق. بسبب هؤلاء، خسر حزب الله النخبة الشيعية. لذلك، في المرحلة القادمة، ستكون النخبة الشيعية هي أولوية حزب الله، بعدما تبين أن العمالة أصبحت جزءاً من الماضي السحيق في ظل التطور التكنولوجي. أما الصلاة والعبادة، فهي شأن بين الله والعبد.

إسرائيل تعيش الرعب من هذا المتغير الذي سيصل إليه حزب الله. ومن هنا، تسعى جاهدة للقضاء عليه بصورة خاصة، وعلى الشيعة بصورة عامة.

يجب على شيعة لبنان قراءة هذا المقال بهدوء وتمعن عميق، وإلا فإننا في مشكلة كبيرة للغاية وتكلفتها باهظة، وربما وجودية حتى. أنا أكتب هذا المقال بقساوة لفظية لأن الذي كان يصحح أخطاءنا، والذي كان حجمه أكبر بكثير مما نرتكب من هفوات، قد استشهد، رضوان الله عليه.

قبل استشهاد سماحة السيد نصر الله، حتى النائب الذي كنت لا تحبه كنت مستعداً لانتخابه كرامةً للسيد. وحتى أصغر مسؤول في حزب الله، ولو كان مسؤولاً عن شعبة، كنت تنظر له بكل وقار لأنه موجود بقرار من سماحة السيد نصر الله.

حتى الأخطاء السياسية من قبل السياسيين والمحللين والإعلاميين في بيئة المقاومة، بحق بعض الدول العربية على فضائيات محور المقاومة، كانت كرامة السيد تجعل الكثيرين يتغاضون عنها.

لكن اليوم، كل شيء اختلف. نحن أمام متغيرات أساسية يجب الحديث عنها بصراحة. لم تعد المسايرة والمداهنة والتهرب تجدي نفعاً، لأسباب كثيرة.

إسرائيل تجزم أن القضاء على حزب الله يعني نهاية دور الطائفة الشيعية إلى الأبد في لبنان والعالم العربي، كما يعني انتهاء الدور الإيراني في الشرق الأوسط وحصر دورها في غرب آسيا. وهذا يكفي إسرائيل.

وفي حال حدث شيء جلل لحزب الله، قد تتحول هذه القراءة الإسرائيلية إلى حقيقة، لأسباب كثيرة. أولها، لا سمح الله، أنه في حال حدث أي أمر لحزب الله، فإن أكثر من 100 ألف شيعي سيتحولون إلى عاطلين عن العمل أو ستنقطع أرزاقهم، مما يعني تضرر أكثر من 500 ألف شيعي. إضافة إلى ذلك، ربما تنهار المنظومة الاقتصادية للطائفة الشيعية بسبب محاصرتها، خاصة أنها مرتبطة بالحالة الاقتصادية لحزب الله. انهيار المنظومة الاقتصادية سيتبعه انهيار الهيكل التربوي والتعليمي الشيعي، إضافة إلى تراجع التأثير السياسي، وربما تحدث بعض الخروقات في التمثيل النيابي، مما يعني أن الشيعة أمام مفترق خطير للغاية.

هناك أيضاً مشكلة كبيرة جداً تتمثل في آلاف الجرحى وعوائل الشهداء التي تستفيد من حزب الله. هؤلاء ربما لن يجدوا من يهتم بهم في ظل العجز الكامل للدولة اللبنانية.

ولا تنتهي مشكلة الشيعة عند الانهيار السياسي والاقتصادي، بل هناك الانهيار الاجتماعي، حيث سيقوم الكثير من الشيعة وغيرهم بمهاجمة بيوت الذين بنوا ثروات من حزب الله وهم معروفون بالاسم في كل قرية.

الأخطر من هذا كله هو المطاردة الدولية لمسؤولي وعناصر حزب الله بتهم مختلفة، ومنها الإرهاب.

السيناريو الموضوع لحزب الله لا يختلف عما حصل مع حزب البعث العراقي والحزب النازي الألماني. لكن المشكلة أن حزب البعث العراقي والحزب النازي كان لديهما حاضنة، أما الشيعة فلا حاضنة لديهم.

كل ما يجري اليوم، كنت قد كتبته في 6/5/2019، في مقال كان عنوانه قاسياً “التحذير الأخير للطائفة الشيعية”، خلاصته الانتباه إلى كلام بومبيو أن معاداة الصهيونية تعادل معاداة السامية، والذي يقارب الحرب التي شنتها الصهيونية على النازية، أي استخدام تحالف عالمي مع استخدام السلاح النووي.

إضافة إلى مقال نشر في 26 – 6 – 2019 عنوانه: “الحرب النووية القادمة على المنطقة”.

قد يتساءل البعض بعنجهية: أين الحرب النووية؟ مع العلم أن ما قصف غزة ويُقصف به لبنان يتجاوز حجمه وحجم دمار القنابل النووية.

كل ما وصلنا إليه اليوم، أنا أحذّر منه منذ عام 2009. وقد دخلت في صراع مع المحللين السياسيين والإعلام الشيعي لأنهم كانوا يعتبرونني أبالغ.

لكنني كنت أصر على مقالاتي، لأنه عندما كنت أجلس مع النخب السياسية المارونية كنت أسمع تصوراً مغايراً تماماً لكل ما أسمعه من “فرقة حنيكر للإعلام والتحليل السياسي وما يطلبه الجمهور”. وكانت دائماً النتائج السياسية الدولية تأتي كما يتوقعها الفريق المسيحي، خاصة الموارنة، وتكون مخالفة لتوقعات إعلاميي محور المقاومة، الذين يبدو أنهم يعملون بالزجل والبهورات.

أحد السياسيين الروم الكبار قال لي حرفياً: أخبر حزب الله أن الذين يظهرون على إعلام المقاومة ليسوا محللين، بل هم مجرد فريق تشجيع كالذين يشجعون الجمهور واللاعبين في الملاعب الرياضية.

كنت مقتنعاً وأسمع وأشعر أن هناك فريقاً من الإعلاميين دمر العقل الشيعي وأدخله في حالة من التخدير والغيبوبة بصوته المرتفع وكثافة كلماته التي لا تحمل أي معنى أو جدوى. المهم بالنسبة لهم هو الظهور على الإعلام والتواجد الدائم في المطاعم والحضور في الصفوف الأمامية، ولو على حساب الأمة الشيعية.

نعم، هناك فئة من الشيعة غير مستعدة لأن تقول “لا أعلم”، بل تدعي فهم كل شيء. وهذا الأمر سيدمرنا جميعاً.

لن أطيل الشرح. الموضوع اليوم مختلف ويحتاج إلى إعادة تقييم شاملة. في مقدمتها، المطلوب اليوم، أولاً وأخيراً، وتحديداً من حزب الله، إصدار قرار يمنع ظهور أي إعلامي أو محلل سياسي على كافة وسائله الإعلامية، أو ظهور أي محلل سياسي، والاكتفاء فقط بالبيانات التي تصدر عن الحزب وما يُذاع من أخبار.

لأن الظهور الإعلامي والسياسي لهؤلاء الحمقى سيدخلنا في مشاكل كبيرة وكثيرة جداً بسبب تفاهتهم واستفزازهم وتنظيراتهم الخنفشارية السوبرمانية الخيالية.

يجب على البيئة الشيعية أن تفهم أنها في خطر حقيقي، ويجب مواجهته بوعي وحكمة متناهية كي تستمر الأمة الشيعية.

يجب ترك الميدان فقط للمقاومة، التي تسطر أهم البطولات في الميدان وتبلي بلاءً لا يضاهيه فعل أو عمل عبر التاريخ. هي قادرة على إفشال المخطط الإسرائيلي، وعلى الطائفة الشيعية العمل بكل قوتها لدعم المقاومة. كما يجب على الحزب أن يستفيد من التجربة البريطانية، عندما كانت الطائرات النازية تقصف لندن، كان تشرشل يركز على الإعلام وإنتاج الوعي السياسي. النخب السياسية الشيعية قادرة على صنع هذا الفرق، المهم أن تُمنح فرصة واحدة.

يجب على القيادات الشيعية الكبيرة أن تعمل بسرعة على إنتاج لوبي سياسي فاعل، ينتج الأفكار السياسية بعيداً عن الهرطقات الإعلامية.

الإعلام الذي يشبه مسلسل “باب الحارة” يقتلنا ويدمرنا، ولا يقل ضرراً عن ما يقوم به العدو الإسرائيلي. يجب الاستفادة من الذين لهم علاقات وتأثير، وهم معروفون.

احد السياسيين الروم الكبار قال لي حرفيا اخبر حزب الله ان الذين يظهرون على الاعلام المقاوم هم ليسوا بمحللين هم مجرد فريق تشجيع كالذين يشجعون الجمهور واللاعبين في الملاعب الرياضية.

وانا اصلا كنت مقتنع واسمع واشعر ان هناك فريق من الاعلاميين دمر العقل الشيعي وادخله بحالة من التخدير والغيبوبة بصوته المرتفع وكثافة كلاماته التي هي من دون اي معنى او جدوى، المهم ظهورهم على الاعلام والتواجد الدائم في المطاعم والحضور في الصفوف الامامية ولو على حساب كل الامة الشيعية.

نعم هناك فئة في الشيعة غير مستعدة ان تقول لا تعرف بل تفهم بكل شيء، وهذا الامر سيدمرنا جميعا.

لن اطيل الشرح الرجاء الموضوع اليوم مختلف ويجب اعادة تقييم شاملة وفي مقدمتها انه المطلوب اليوم اولا واخيرا وتحديدا من حزب الله اصدار قرار يمنع ظهور اي اعلامي او محلل سياسي على كافة وسائله الاعلامية او ظهور اي محلل سياسي والاكتفاء فقط بالبيانات التي تصدر عنه وما يذاع من اخبار.

لان الظهور الاعلامي والسياسي لهؤلاء الحمقى سيدخلنا بمشاكل كبير وكثيرة جدا بسبب تفاهتم واستفزازهم وتنظيراتهم الخنفشارية السوبرمانية الخيالية.

كما يجب على البيئة الشيعية ان تفهم انها بخطر بخطر حقيقي، ويجب مواجهته بوعي وحكمة متناهية كي تستمر الامة الشيعية.

يجب ترك الميدان فقط للمقاومة التي تسطر اهم البطولات في الميدان وتبلي بلاء لا يضاهيه فعل وعمل على مر التاريخ، هي قادرة على افشال المخطط الاسرائيلي، وعلى الطائفة الشيعية العمل بكل قوتها لدعم المقاومة كما يجب هلى الحزب ان يستفيد من التجربة البريطانية عندما كانت الطائرات النازية تقصف لندن كان تشرشل يركز على الاعلام وانتاج الوعي السياسي، والنخب السياسية الشيعية قادرة على صناعة هذا الفرق المهم هو ان تاخذ ولو فرصة واحدة،

يجب على القيادات الشيعية الكبيرة ان تعمل بسرعة على انتاج لوبي سياسي فاعل لانتاج الافكار السياسية لكن بعيدا عن الهرطقات الاعلامية.

الإعلام الفارغ المرجو منه فقط الظهور دون مرعاة لما يجري يقتلنا ويدمرنا، ولا يقلّ خرابه تأثيراً عن ما يقوم به العدو الإسرائيلي. يجب الاستفادة من الأشخاص الذين لهم علاقات وتأثير، وهم معروفون في السياسة والإعلام.

يجب الاستفادة مما تبقّى من الوقت من أجل خلق جبهة سياسية إعلامية قادرة على إحداث التغيير، لحماية الإنجازات الشيعية التي تحققت على مدار عقود طويلة من التضحيات الجسام.

يجب أن نحافظ على ما استشهد لأجله سيد المقاومة، القائد سماحة السيد حسن نصرالله، رضوان الله تعالى عليه.

وفي الختام، نحن أمة تستحق الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى