اخبار ومتفرقات

استهداف المدنيين وقوات حفظ السلام: جريمة حرب تتطلب محاسبة العدو الإسرائيلي

في تصعيد خطير لأعمال العنف والاعتداءات، قام العدو الإسرائيلي باستهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، في خطوة تعتبر انتهاكًا صارخًا للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحمي القوات الأممية والمهمات الإنسانية في مناطق النزاع. إن هذا الهجوم ليس مجرد حادث عرضي، بل يعكس استراتيجية العدو القائمة على عدم التمييز في استهداف المدنيين والمؤسسات الدولية، وهو ما يزيد من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.

 

لم يقتصر استهداف العدو على قوات حفظ السلام فقط، بل اتسع ليشمل المدنيين الأبرياء الذين يقفون في وجه العدوان. في بلدة دردغيا الجنوبية، وقعت مأساة جديدة عندما قُتل عدد من الشباب المتطوعين في الدفاع المدني، معظمهم من المسيحيين الذين رفضوا ترك أرضهم رغم التهديدات المستمرة. هؤلاء الشباب كانوا يعملون على إنقاذ الأرواح وإطفاء الحرائق الناتجة عن القصف الإسرائيلي، ولكن يد الغدر لم تميز بين مدني ومسعف.

 

ما يقوم به العدو الإسرائيلي من استهداف للمدنيين ومقدمي الخدمات الإنسانية، سواء كانوا من قوات حفظ السلام أو المتطوعين المحليين، يعد جريمة حرب تستوجب المحاسبة الفورية. القوات الإسرائيلية تستمر في اعتماد سياسة الأرض المحروقة، حيث تهاجم كل ما يعترض طريقها، دون تمييز بين أهداف عسكرية ومدنية، ودون احترام للقوانين الدولية.

 

الهجوم على الدفاع المدني في دردغيا، والذي أسفر عن سقوط شهداء من أبناء البلدة، يعكس مدى وحشية العدو وغطرسته. هؤلاء الشباب، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إنقاذ غيرهم، يمثلون رمزًا للتضحية والشجاعة في وجه الظلم والعدوان. وبالرغم من المآسي التي تواجهها هذه المناطق، يستمر الأهالي في الصمود، متمسكين بأرضهم ومعتزين بوحدتهم الوطنية.

 

إن استهداف العدو للمناطق السكنية والبلدات الآمنة في الجنوب، سواء كان ذلك عبر ضرب قوات حفظ السلام أو استهداف المتطوعين والمدنيين، هو جزء من مخططه المستمر لإضعاف لبنان وزعزعة استقراره. لكن، وكما أثبت التاريخ، فإن الشعب اللبناني، بمختلف طوائفه وانتماءاته، يقف دائمًا صفًا واحدًا في وجه هذا العدوان، ويثبت للعالم أن قوة الوحدة والتضامن هي السلاح الأهم في مقاومة العدو.

 

يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك فورًا لوقف هذه الاعتداءات المتكررة ومحاسبة المسؤولين عنها. إن استمرار الصمت تجاه هذه الجرائم يشجع العدو على التمادي في اعتداءاته ويعرض السلام والاستقرار في المنطقة لخطر أكبر. لبنان، بكافة طوائفه وأطيافه، لن يرضخ لمحاولات التفرقة والدمار، وسيبقى متمسكًا بأرضه وحقوقه مهما كانت التحديات.

سنا فنيش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى