في المعيصرة، إسرائيل تقصف سلاح التعايش والوحدة الوطنية
كتب: ناجي أمّهز
يحاول الإسرائيلي التحريض بين اللبنانيين كما حرّض رؤساء اليهود بيلاطس على قتل يسوع. حينها لم يقدّموا اتهامًا مباشرًا للمسيح، بل طلبوا حكمًا بموته. قالوا لبيلاطس: “لو لم يكن فاعل شر، لما سلمناه إليك.” لم يكن لهم الحق في تنفيذ حكم الإعدام، لكنه كان من اختصاص الحاكم الروماني. ومع ذلك، لاحظنا تردّد بيلاطس في التسرع بالحكم. “تفسير يوحنا”
يجب أن تعلم إسرائيل أن الحرف في جبيل وكسروان وُجد قبل تلمودهم بأكثر من ألفي عام.
الحضارة، التعايش، والعيش المشترك كانت راسخة في جبيل وكسروان قبل أن يعبر إبراهيم من أور إلى أورشليم. لن تنجح إسرائيل في قتل روح جبيل وكسروان، هذا التعايش التاريخي الذي لم يهتز عبر العصور.
سلاح التعايش
في المعيصرة، يوجد أخطر أنواع الأسلحة على الكيان الإسرائيلي، وهو التعايش الإسلامي المسيحي. كسروان هي قلب هذا التعايش، وهو ما يعاديه الكيان اليهودي الذي أقرّ قانونًا في 2018 يمنح اليهود وحدهم حق تقرير المصير في البلاد، ما وصفه أبناء الأقلية العربية بأنه قانون عنصري يؤسس للفصل العنصري.
رسالة لبنان
قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: “لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة حرية وعيش مشترك بين المسلمين والمسيحيين، رسالة للشرق والغرب.” هذه الرسالة هي الخطر الحقيقي على الكيان الإسرائيلي، الذي يسعى لإقامة دول دينية لتبرير دولته اليهودية.
وحدة مصير
لبنان سيبقى يشبه المعيصرة كما تشبه كسروان، حيث يرفض أهل المنطقة أن تنجح محاولات العدو الإسرائيلي في التحريض بينهم. في المعيصرة لا توجد صواريخ مليئة بالبارود والحقد كالصواريخ اليهودية، بل توجد المحبة التي تستيقظ على صوت الأذان وتغفو على قرع أجراس الكنائس.
تاريخ مشترك
في المعيصرة، الأفراح والتعازي واحدة، تشبه بيتًا واحدًا. لن تنجح إسرائيل في تدمير هذه الروح أو تلوث مياه ينابيع كسروان، التي ارتوت منها أرض الجميع. هناك جذور عميقة ممتدة في التربة، زرعها أهل المنطقة بعرق جبينهم وشكرهم.
إرث من التعايش
في المعيصرة، أناس زاروا بكركي في أعياد القديسين، وحجّ المطارنة إلى مساجدها في المناسبات، كما زرفوا الدموع على استشهاد الإمام الحسين. الكنيسة كانت وما زالت تذكر المسلمين بعدالة الإمام علي بن أبي طالب، كما جاء في كتب جورج جرداق: “فإنهم إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق.”
ختامًا
لا توجد أسلحة في المعيصرة، بل شعب مسلّح بالتعايش المشترك منذ قرون، من أيام المماليك مرورًا بالعثمانيين وصولًا إلى لبنان الكبير. الحرب ستنتهي، وستعود الناس لتلتقي كما كانوا: أبو الياس وأبو علي، وسيخسر الإسرائيلي معركته.
الختام: المجد للشهداء، المجد للشعب اللبناني، المجد لكل لبنان.
=======
وقد أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن “الحصيلة النهائية لغارة العدو الإسرائيلي على المعيصرة قضاء كسروان بعد ظهر أمس، أدت إلى استشهاد ستة عشر شخصا وإصابة واحد وعشرين آخرين بجروح”.
سيده عبدالله عمرو جعفر
محمد عبدالله عمرو
وفيقه عمرو
عبدالله عمرو
صفاء عمرو
فتحية مكي
علي احمد جعفر
سارة جعفر
فاطمة رضا جعفر
علي الرضا شلهوب
رسمية نصر الله شلهوب
آلاء شلهوب
حسن شلهوب
أنوار شلهوب
أحمد علي كركي
حسان فاضل
======
ووزع بيان باسم عوائل شهداء المعيصرة للمشاركة في تشييع شهداء مجزرة المعيصرة الثانية، غدا الاثنين في تمام الثالثة بعد الظهر.
وقد وزعت صورة الشهيد الاستاذ محمد عمرو مدير معهد المعيصرة،