في ظل العدوان المستمر على لبنان، لا تقتصر الهجمات على المنازل والمدارس، بل تمتد لتشمل المستشفيات والمرافق الصحية التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للجرحى والمرضى. تحت ذريعة البحث عن الأسلحة أو القضاء على تهديدات وهمية، تتعرض المستشفيات للقصف، مما يؤدي إلى تدميرها وإيقاف خدماتها الحيوية، وهذا ليس فقط استهدافًا للبنية التحتية، بل هو استهداف للإنسانية نفسها.
المستشفيات في لبنان، التي تقدم الرعاية للمرضى والمصابين، باتت هدفًا مباشرًا لهذا العدوان الهمجي. فرق الإسعاف والفرق الطبية التي تعمل ليلاً ونهارًا لإنقاذ الأرواح تجد نفسها مهددة بالقصف، في انتهاك صارخ لكل المعاهدات الدولية التي تحمي المرافق الصحية في زمن الحرب. هذا العدوان لا يعرف حدودًا، ويضرب عرض الحائط بالقوانين الإنسانية، حيث يُقتل المرضى على أسرتهم ويُجبر الأطباء على العمل في ظروف مستحيلة، معرضين حياتهم وحياة من يحاولون إنقاذهم للخطر.
المستشفيات ليست مواقع عسكرية، ولا توجد فيها أي أسلحة سوى أدوات طبية تهدف إلى إنقاذ الأرواح. ومع ذلك، فإن العدوان يتحجج بوجود تهديدات خيالية لتبرير استهداف هذه المرافق. ما يحدث هو جريمة بكل المقاييس، وهي ليست فقط جريمة حرب بل هي جريمة ضد الإنسانية، حيث يتم حرمان المدنيين من حقهم في الرعاية الصحية في أحلك الأوقات.
هذه الهجمات على المستشفيات تعكس مدى الهمجية وتعطش المعتدين للدماء. فهم لا يميزون بين مسلح ومدني، ولا بين مستشفى وموقع عسكري، لأن هدفهم الأساسي هو نشر الرعب وتدمير لبنان بكل وسائله. استهداف المستشفيات هو دليل إضافي على أن هذا العدوان لا يسعى لتحقيق أهداف أمنية أو عسكرية، بل يهدف إلى تدمير بنية المجتمع اللبناني وتقويض قدرته على الصمود.
ورغم كل هذا، يبقى الطاقم الطبي في لبنان يعمل بشجاعة وإصرار، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط هذا الدمار. المستشفيات التي ما زالت قائمة تقدم الرعاية رغم كل الصعاب، في تحدٍ للعدوان ورسالة واضحة بأن الحياة ستستمر، حتى في أحلك الظروف.
في النهاية، يبقى استهداف المستشفيات جريمة لا يمكن تبريرها، وتستدعي محاسبة من يقفون وراءها. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لحماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية، لأن تدمير المستشفيات يعني تدمير قدرة الناس على النجاة من الحرب، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.