في كلمتها خلال المؤتمر الدولي حول لبنان المنعقد في باريس، شددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرجانا سبولياريتش، على أن “عندما تفشل الحلول السياسية، تظل الجهات الإنسانية وحيدة في الميدان لإصلاح ما أفسدته الحروب”. وأضافت أن مواجهة المعاناة الناجمة عن الحروب، التي تستهتر بأرواح المدنيين وكرامتهم، تتجاوز قدرة العمل الإنساني وحده. وأشارت إلى الخسائر الكبيرة بين المدنيين خلال النزاع في غزة العام الماضي، مؤكدة أن تكرار هذه المآسي في لبنان غير مقبول.
وأكدت سبولياريتش على أن القانون الدولي الإنساني يوفر الحماية للمدنيين والبنية التحتية المدنية، بمن فيهم السكان الذين لا يستطيعون إخلاء المناطق المتضررة بسبب الإعاقة أو المرض أو التقدم في السن. ودعت إلى ضرورة توفير الحماية والمساعدات الأساسية لهم.
وأوضحت أن الأطراف المتحاربة ملزمة بحماية المستشفيات والمرافق الطبية، خاصة تلك الواقعة في مناطق الإخلاء، مشيرة إلى أن الهجمات على المستشفيات وسيارات الإسعاف تعرض حياة العاملين والمرضى للخطر. وأعربت عن قلقها إزاء التأويلات الواسعة للقانون الدولي الإنساني التي أدت إلى انهيار الأنظمة الصحية في غزة ومناطق أخرى.
وأشارت سبولياريتش إلى أن المساعدات الإنسانية لا تصل بسلاسة إلى جنوب لبنان حتى الآن، مطالبة أطراف النزاع بالسماح بوصول تلك المساعدات دون عوائق. وأكدت على أهمية اتخاذ إجراءات تنسيقية وضمانات أمنية لتمكين العاملين في المجال الإنساني من أداء مهامهم.
وختمت كلمتها بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات سياسية حاسمة لوقف إراقة الدماء وإنهاء المعاناة والدمار، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني دون شروط متبادلة، معتبرة أن استمرار الحرب بهذا الشكل ينذر بالخطر ويدعو إلى وقف التصعيد وتحمل الدول لمسؤولياتها القانونية والأخلاقية.