مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
على مسافة تسعة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، كيف تبدو الصورة في الشرق الاوسط ، المرتبطة تطوراته بشكل او بآخر بهذه الانتخابات؟
ايران واسرائيل يحتسبان نتائج الضربة المحسوبة التي وجهتها تل ابيب لطهران: اسرائيل راضية عن الضربة، وإيران لم تُظهر ردة فعل مُهدِّدة، بل اكتفت بالقول إنها تحتفظ بحقها في الرد.
واليوم قراءات لخامنئي ونتنياهو وغالانت لِما جرى، على المحور الاسرائيليّ اللبنانيّ، الموفد الاميركي آموس هوكستاين في تل ابيب لتلقي الرد على ما حمله من بيروت، ويجدر التذكير بأن هوكستاين، قبل ايام من عودته الى المنطقة، قال في مقابلة اجريت معه، انه يجدر تطبيق القرار ١٧٠١، والا يعيد حزب الله بناء نفسه.
مهمة هوكستاين استقبلتها في تل ابيب العملية التي استهدفت تجمعًا لجنود اسرائيليين.
كما تزامنت مع اجتماع في الدوحة بين رئيس الموساد ورئيس السي آي إي والمسؤولين، في محاولة لإحداث خرق في ملف الاسرى.
في لبنان، عمليتان كبيرتان للجيش الاسرائيليّ في حارة صيدا والبقاع ادتا الى سقوط اكثر من عشرة شهداء.
من خارج السياق، زيارة لقائد الجيش العماد جوزيف عون للاردن، بدعوة من رئيس الاركان الاردنيّ، وقد استقبله ملك الاردن عبدالله.
داخليًا، عادة سنوية ترتقي الى مستوى الحدث: الحرائق المتنقلة ترتقي الى مستوى الجريمة من دون القدرة على ضبطها.
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
على قاعدة عدم “التضخيم وعدم التقليل” بدا تعامل الجمهورية الإسلامية مع الضربة الإسرائيلية التي اعتبرها المراقبون محدودة ومضبوطة على إيقاع الرغبة الأميركية.
وإذا كان بنيامين نتنياهو قد حرص على القول إن الهجوم حقق أهدافه فإن إيران استوعبت الضربة سريعـًا واحتفظت بحقها في الدفاع عن نفسها معتبرة ان إسرائيل أخطأت في الحسابات.
في المقابل حسابات دقيقةٌ على أرض فلسطين المحتلة كرّسها شابٌّ من أراضي الـ 48 اليوم عندما دهس بشاحنته محطة للحافلات قرب تل أبيب وحصد سبعة قتلى ونحو خمسين مصابـًا جلـُّهم من جنود الاحتلال الذين كانوا في طريقهم إلى قواعدهم العسكرية.
وعملية الدهس هذه جرت على مقربة من قاعدة غليلوت العسكرية التي تضم مقرًا للموساد والتي هاجمتها المقاومة بالمسيّرات إنطلاقـًا من لبنان قبل فترة قصيرة.
والمقاومة نفسها أطلقت مرحلة تهجير مستوطني كل الشمال الفلسطيني المحتل عبر تحذيرهم بوجوب الإخلاء فورًا.
وقد بدأت بالفعل في تنفيذ انذاراتها عبر استهداف المستوطنات الخمس والعشرين المحددة.
وأبعد من هذه المستوطنات نفذت المقاومة اليوم هجمات جديدة بالمسيرات الانقضاضية أو صليات الصواريخ مستهدفة بشكل خاص قاعدة للصناعات العسكرية قرب حيفا ومنطقة صناعية قرب عكا.
أما جبهة الحافة الحدودية الأمامية عند الخاصرة الجنوبية اللبنانية فإن أخبارها تحمل ساعةً بساعة وقائع ضربات قوية وموجعة توجهها المقاومة لفرق وألوية النخبة في جيش العدو.
آخر دفعة من هذه الضربات حصدت خمسة قتلى وأربعة عشر جريحـًا في صفوف ضباط وجنود العدو وهي حصيلة افرج عنها جيش الاحتلال اليوم بعد تكتم لساعات.
في المقابل تابع العدو إمعانه في قصف المناطق اللبنانية وأضاف اليوم حارة صيدا إلى لائحة غاراته على الجنوب.
كل هذه المشاهد والوقائع الميدانية يطير على وهجها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى تل أبيب اليوم.. فهل يحصل من مسؤولي العدو على ما يؤسس لوقف العدوان على لبنان أم يفشل على غرار مرات سابقة فيغادر المنطقة من دون الحاجة للمرور في بيروت؟!.
اما المسار الفلسطيني – الإسرائيلي فيشهد محادثات لمدير الـ (CIA) ورئيس الموساد ووزير الخارجية القطري في الدوحة.
وتتمحور هذه المحادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وتبادل بعض الأسرى مع معتقلين فلسطينيين.
وبالتزامن مع انطلاق هذه المحادثات قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إن إعادة الأسرى ستتطلب منا تسويات مؤلمة وأضاف: ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاعتبر ان إسرائيل في حرب وجودية صعبة ندفع فيها أثمانـًا باهظة.
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
لبنان يحترق، وحرائقه موزعة بين الحرائق الطبيعية المفتعلة على الارجح، وبين الحرائق العسكرية والامنية. فمن الجبل الى الشمال ترتفع سحب الدخان لحرائق تلتهم الاحراج والغابات، ومعها ترتفع اسئلةٌ كثيرة عن الاسباب والفاعلين، وخصوصا ان الطقس لا يبرر البتة عدد الحرائق وحجمها. امنيا الوضع على حاله. فالاستهدافات تتنقل من منطقة الى اخرى كذلك الغارات الاسرائيلية. والاستهداف الاكبر والابرز اليوم في حارة صيدا حيث ادت غارة اسرائيلية الى سقوط ثمانية شهداء. وقد عُلم ان المستهدف الاساسي في الغارة هو المسؤول الامني في حزب الله حسين فنيش. علما انه للمرة الاولى تُستهدف حارة صيدا بغارة. في المقابل، اعلن حزب الله عن سلسلة عمليات نفذها، منها استهداف قوة مشاة اسرائيلية في حولا بصاروخ وايقاع افرادِها بين قتيل وجريح، مع الاشارة الى ان عدد قتلى الجيش الاسرائيلي منذ بدء العملية البرية بلغ واحدا وثلاثين عنصرا. وسط هذه الاجواء الملتهبة يقوم المبعوث الاميركي اموس هوكستين بمسعى اخير في تل ابيب في محاولة للتوصل الى حل ديبلوماسي للازمة اللبنانية. ووفقا للمعلومات فان امكانية التوصل الى حل ديبلوماسي للازمة في لبنان تبدو صعبة، حتى لا نقول مستحيلة، لان نتانياهو مصر على استكمال تنفيذ مخططه في لبنان، تماما كما فعل في غزة. اقليميا، ترددات الرد الاسرائيلي على ايران لا تزال تتفاعل. فمرشد الثورة الايرانية لم يغلق الباب امام امكانية ان تتولى ايران الرد على الرد، اذ قال في معرض حديثه عما حصل امس إن السبيل لاظهار قوة ايران يجب ان يحددَه المسؤولون، وان ما في مصلحة الشعب والبلاد يجب ان يحدث. فهل يعني هذا ان ايران سترد حتما على الضربة الدقيقة والقوية التي وجهت اليها؟ الامر متروك للايام الاتية، علما بان محطة “سي ان ان” الاميركية نقلت عن مسؤولين امنيين اسرائيليين ان معلوماتهم الاستخباراتية تشير الى ان ايران سترد على الهجوم الاسرائيلي.
مقدمة تلفزيون “المنار”
كلُّ جهاتِهم نار.. وكلُّ خِياراتِهم دمار.. وبينَ مِقودٍ وسِكينٍ وصاروخٍ ورصاصٍ مُصيب.. باتَ كيانُهم في حربٍ وجودية، كما اعترفَ المجرمُ المكابرُ فوقَ جثثِ جنودِه المطروحينَ ارضاً في غاليلوت بضاحيةِ تل ابيب..
فوقَ التَعدادِ باتَ عددُ القتلى والمصابينَ الصهاينة، وفوقَ حساباتِهم باتت مجرياتُ الميدانِ من الجنوبِ اللبناني الذي يرعبُهم الى غزةَ التي اَفلست اهدافَهم رغمَ عظيمِ الدمار، فقلبُ فلسطينَ النابضُ بينَ الضفةِ واراضي الثمانيةِ والاربعين..
باكثرَ من ثمانيةٍ واربعينَ جندياً بينَ قتيلٍ وجريح، اختَتمَ فدائيٌ فلسطينيٌ لائحةَ اصاباتِ العدوِ التي وَثَّقَها بروحٍ استشهاديةٍ ومقودِ شاحنتِه التي اَتَت على تجمعٍ لجنودِهم قربَ مقرِ الموسادِ في غاليلوت، فقتلَ خمسةً واصابَ العشراتِ بينَهم حالاتٌ بالغةُ الخطورة – بحسَبِ اعترافاتِ الجيشِ الصهيوني..
والخطرُ مستوطنٌ على جبهةِ الشمالِ معَ لبنان، يَستنزفُ جيشَهم يومياً بعشراتِ الجنودِ بينَ قتيلٍ وجريح ، وآلياتٍ تَحترقُ بمَن تحمل. وحصيلةُ اليومِ بحسَبِ اعترافاتِهم ثمانٍ وثمانونَ اصابةً بينَ الجنود، واشتباكاتٌ دامية، يَعجِزُ من خلالِها العدوُ عن اِحكامِ سيطرتِه على ايٍّ من قرى الحافةِ الامامية، رغمَ عظيمِ النارِ والدمارِ الذي ينفذُه الصهيونيُ بالسلاحِ الاميركيّ وحصيلتُه اليومَ عدةُ مجازرَ بحقِ المدنيينَ اكثرُها دمويةً في حارةِ صيدا..
وبسلاحِ المقاومينَ وعدسةِ اعلامِهم الحربي، تمَ توثيقُ عمليةِ استهدافِ تجمعٍ للجنودِ الصهاينةِ قبلَ يومينِ في شومارا، فاصابَ الصاروخُ غرفتَهم بشكلٍ مباشِر، كما اَظهرتِ المشاهد ..
مشهدٌ آخرُ سيُصعِّبُ على بنيامين نتنياهو كلَّ الحسابات، لا سيما عنوانَ حربِه باعادةِ المستوطنينَ الى الشمال. فكانَ انذارُ المقاومينَ للمستوطنينَ بضرورةِ اخلاءِ خمسٍ وعشرينَ مستوطنةً على ارضِ شمالِ فلسطينَ المحتلةِ على الفور.
وعلى الفور بدأَ القصفُ الصاروخيُ الثقيلُ الى تلكَ المستوطنات، عسى ان يفهمَ بنيامين نتنياهو ومجانينُه تدحرجَ المعادلةِ الى حيثُ لا يَحتملُ وحكومتَه. واولُ الاصواتِ المتحسِّسةِ لخطورةِ الحالِ وزيرُ حربِه يوآف غالنت الذي اعترفَ بضرورةِ التوصلِ الى تسوياتٍ ولو كانت مؤلمة، فليسَ كلُّ هدفٍ يمكنُ تحقيقُه بعملياتٍ عسكرية، كما قال..
والقولُ الامضى من طهران – الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ التي اعلنَ قائدُها الامامُ السيد علي الخامنئي القرار: العدوُ ارتكبَ حماقةً بالاعتداءِ على ايران، واخطأَ في حساباتِه، ويجبُ افهامُه قوةَ وارادةَ ومبادرةَ الشعبِ الايراني..
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
بين تأكيد الرئيس الإيراني أن بلاده تحتفظ بحقها في الرد بالشكل المناسب، واجتماع مجلس الامن الدولي غداً بطلب من ايران، واكتفاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بالإشارة إلى أن إسرائيل ضربت بقوة قدرة إيران على إنتاج الصواريخ، من الواضح أن واشنطن نجحت في احتواء التصعيد الإقليمي، أقلَّه في المدى المنظور، فهل يمكن أن ينسحب ذلك نجاحاً في فرض هدنة، ولو مؤقتة، في غزة، وتالياً لبنان، ما يفتح الطريق أمام النقاش في هدنة دائمة؟
حتى اللحظة، كل الاحتمالات واردة، ولو أن بعض المتابعين يُبدون تشاؤماً، ربطاً بمصلحة بنيامين نتنياهو في انتظار الانتخابات الاميركية بعد عشرة ايام، ليَبني على الشيء مقتضاه، متفادياً تقديم هدايا سياسية مجانية قد لا تفيد دونالد ترامب، خصوصاً في ضوء التواصل الدائم بين الطرفين، الذي سُئلت عنه اليوم كامالا هاريس، لتجيب بأنه لا يزعجها، لكن من دون أن توضح هل يؤثر برأيها سلباً على جهود ادارة جو بايدن للتوصل إلى هدنة.
وفي وقت تكاد تغيب المعطيات حول مجريات مفاوضات الدوحة، كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع ان المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة. ولفت المسؤول الى أن تفاصيل الصفقة أو أعداد الرهائن والسجناء لم تتضح بعد.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فتعمَّد الكشف أن القاهرة اقترحت وقفا لإطلاق النار لمدة يومين في غزة لتبادل أربع رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين. وأوضح السيسي أنه خلال 10 أيام من الهدنة، سيتم وفق المقترح المصري، التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار.
أما لبنانياً، فالترقب سيد الموقف لمصير مفاوضات الدوحة، كما لنتائج زيارة آموس هوكستين لإسرائيل، لمعرفة هل يعود غداً الى بيروت حاملاً جواباً اسرائيلياً ايجابياً على المقترح الاخير، علماً أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيليّ أكد الليلة وجوب انجاز مهمة التأكد من أنّ حزب الله لم يعد يهدّد الشمال.
وفي الموازاة، واصلت اسرائيل تصعيدها الميداني والسياسي، وجدد بنيامين نتنياهو وصف الحرب الدائرة في غزة ولبنان بالوجودية التي لن تنتهي إلا بالنصر. وعلى وقع حادثة غاليلوت، والانباء الواردة عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان، قاطع أقارب عدد من قتلى هجوم السابع من تشرين الأول خطاب نتانياهو، في مؤشر واضح الى اعتراض داخلي متزايد على الافق المسدود للحرب، والتمديد اللامحدود للأعمال الحربية الاسرائيلية في غزة ولبنان.