لا قيمة للخشب امام الذهب ، ولكن عند الغرق تختلف الحسابات
هذا الاقتباس الجميل “لا قيمة للخشب أمام الذهب، ولكن عند الغرق تختلف الحسابات” يحمل في طياته معانٍ عميقة تتعلق بالقيم والأولويات في حياتنا. إنه تذكير بأن القيم المادية ليست دائمًا هي الأهم في كل موقف، وأن الظروف قد تجعل الأشياء التي كنا نعتبرها بلا قيمة تحتل مكانة لا يمكن تعويضها.
القيمة النسبية للأشياء
يبدو من السهل أن نحدد قيمة الأشياء بناءً على معايير مادية، مثل قيمة الذهب مقارنة بالخشب. الذهب، بلمعانه ونقاءه، يُعتبر معدنًا ثمينًا، يرمز للثراء والجمال، بينما الخشب يُعتبر شائعًا، يستعمل في العديد من الصناعات دون أن يُعطى قيمة مماثلة. ومع ذلك، يظهر هنا مفهوم “القيمة النسبية”؛ بمعنى أن القيمة تختلف بناءً على الحاجة والموقف. عندما نكون في ظروف معينة، كحالة الغرق، يصبح الخشب، على الرغم من بساطته، هو المطلب الوحيد للنجاة.
الإنسان وتغير الأولويات
يمر الإنسان بتجارب متقلبة في الحياة، بعضها قد يدفعه لإعادة التفكير في أولوياته وما يعتبره ذا قيمة. فمن الممكن أن يكون الغنى والشهرة والأشياء المادية هي الأولوية في أوقات معينة، ولكن عندما يصاب بأزمة كبيرة أو يتعرض لموقف طارئ، قد يتبين أن الأشياء البسيطة، مثل الصحة أو العائلة أو الدعم النفسي، تصبح هي الأهم، وتتغير بذلك الحسابات بشكل كامل.
يمكن أن نرى في هذا القول دعوة للتواضع والتقدير للأشياء البسيطة في حياتنا. فقد تكون أشياء نمر بها يوميًا أو نعتبرها بسيطة هي من ستمنحنا السند والدعم في أصعب الأوقات، بينما الأمور البراقة قد لا تكون سوى زينة زائفة لا تقدم لنا شيئًا حقيقيًا عند الحاجة.
في النهاية، يذكرنا هذا القول بأن قيمة الأشياء ليست ثابتة، وأن الحكمة تكمن في النظر إلى ما هو خلف الواجهة، وتقدير الأشياء التي قد لا نلتفت لها في حياتنا اليومية، ولكنها قد تكون الملاذ الوحيد في أوقات الشدة.
سنا فنيش .
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.