قبل أن يصبح البلاستيك خطراً يهدد التنوع البيولوجي والمحيطات والسلسلة الغذائية العالمية، كان له دور كبير في إنقاذ الأرواح. ارتبط استخدامه ارتباطاً وثيقاً بظهور المجتمع الاستهلاكي بعد الحرب العالمية الثانية، وشهد تطوراً ملحوظاً في خمسينيات القرن العشرين والعقدين التاليين، حيث أصبح البلاستيك مادة خفيفة واقتصادية ومقاومة، وله حضور واسع في مختلف جوانب الحياة، وفقاً لأطلس البلاستيك الصادر عن مؤسسة “هاينريش بول شتيفتنغ”.
من الناحية الصحية، ساهمت المعدات الطبية البلاستيكية مثل القسطرة والأكياس والحقن ذات الاستخدام الواحد في تحسين النظافة والرعاية الصحية وزيادة متوسط العمر المتوقع. كما حافظت الأغلفة البلاستيكية على المنتجات الغذائية وساعدت في تقليل الهدر الغذائي ومكافحة الجوع.
في الأصل، كانت المواد البلاستيكية تعتمد على مواد خام طبيعية ومتجددة. ففي القرن التاسع عشر، طوّر تشارلز غوديير المطاط، وصُنع الباركسين من السليلوز النباتي. وسرعان ما ظهر السيليلويد في الولايات المتحدة عام 1869، والذي استُخدم كبديل للعاج في عدة منتجات صناعية.
وفي عام 1907، اخترع الكيميائي البلجيكي ليو بيكلاند أول بلاستيك اصطناعي بالكامل، الباكيليت، الذي استخدم لاحقاً في تصنيع صناديق الهواتف ومقابس الكهرباء. كما شهدت الخمسينيات تطوراً في إنتاج البلاستيك باستخدام مشتقات البترول، وشمل ذلك مواد رئيسة مثل البولي أميد والتفلون والسيليكون.
مع مرور الوقت، أصبح البلاستيك جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وشهد الإنتاج العالمي ارتفاعاً هائلاً حيث تضاعف بمقدار 230 مرة منذ عام 1950. يُستخدم البلاستيك بنسبة 60% في التغليف والبناء والنقل، بينما تُخصص نسب صغيرة للاستخدامات الأخرى. ومع ذلك، يتم إعادة تدوير 9% فقط من البلاستيك عالميًا، بينما ينتهي 22 مليون طن منه في البيئة سنويًا.
منذ عام 2019، حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تتكون نتيجة تحلل البلاستيك، حيث تؤثر سلباً على صحة الإنسان من خلال التأثير على الجهاز المناعي والجهاز التنفسي، وتسبب اضطرابات في الغدد الصماء وتقلل الخصوبة.