قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تستعد واشنطن لمواجهة أي احتمال لاندلاع أعمال عنف كتلك التي وقعت قبل أربع سنوات، حين خسر الرئيس السابق دونالد ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
حذرت السلطات في العاصمة الأمريكية من احتمال ظهور “بيئة أمنية متقلبة وغير متوقعة” في الأيام والأسابيع التي تلي إغلاق مراكز الاقتراع، مشيرة إلى أنه من غير المرجح الإعلان عن الفائز في يوم الانتخابات. ولا يزال شبح أحداث 6 يناير 2021، عندما اقتحم المئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، يخيم على المدينة، حيث كانت تلك الحادثة تهدف إلى منع التصديق على فوز بايدن.
وأوضح كريستوفر رودريغيز، أحد المسؤولين في واشنطن، أن المدينة بدأت الاستعدادات لانتخابات 2024 منذ 7 يناير 2021. في ذلك الوقت، امتنع ترامب عن تأكيد قبوله للنتائج، مدعيًا وجود تزوير في بعض الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، مما أثار موجة من الاضطرابات.
قبل ذلك، شهدت واشنطن تظاهرات عنيفة أثناء احتجاجات “حياة السود مهمة” في صيف 2020.
في محيط البيت الأبيض، كانت المتاجر تُغلق نوافذها بالألواح الخشبية استعدادًا لأي اضطرابات محتملة، وأقيمت حواجز أمنية في محيط بعض الساحات القريبة. كما بدأت أعمال بناء المنصة الخاصة بمراسم التنصيب في يناير المقبل، بوقت أبكر من المعتاد كإجراء احترازي إضافي.
وخلال اجتماع مجلس المدينة، حذر رودريغيز من أن المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تهدد السلامة العامة. وأضاف أن التطورات الجيوسياسية، مثل الحرب في قطاع غزة، تزيد من تعقيد الوضع وقد تؤدي إلى تصاعد العنف السياسي.
في هذا السياق، أنشأ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مركز قيادة لمراقبة التهديدات المحتملة، فيما تستعد الخدمة السرية لتشديد إجراءاتها الأمنية إذا لزم الأمر. وعلى الرغم من عدم تحديد تهديدات مؤكدة، أكدت قائدة شرطة واشنطن باميلا سميث أن الاحتجاجات السلمية ستكون مسموحة، لكن أي أعمال عنف لن تُسمح بها.