خاص هبة السيد
مايثير تساؤلات اكثر اليوم هو الهمس المرعب الذي يعلو الان حول حروب جديدة حروب لاتشبه الحروب النووية والصراعات الدولية انها حرب مع حكمة عقولنا حرب مع ابداعتنا الذاتية التي تسببت في خلق اشياءلا تحتملها عقولنا البشرية وحتما ان اقوى ما وصل اليه البشرية التطور بالاختراعات وبلا شك كانت في الغالب مفيدة لبني البشر الى ان كبرت روح الابتكار لدى الانسان واخترع ذكاء يحاكي ذكاءه البشري بكل الاشكال وفي عالم لا يكاد يكتنفه الظلام يتزايد تواجد الروبوتات بصورة مذهلة وساحقة حيث تسلل وجودهم المحتمل الى كل زاوية من زوايا حياتنا هذه الكائنات الميكانيكية تتطور قدراتهم بشكل مخيف مما يثير مخاوف عميقة حول مستقبل تلك التكنولوجيا ..تلك الافلام والمسرحيات التي تحاكي هذا الواقع المروع كانت صوتا تحذيريا لما تحمله الروبوتات من خطورة وتهديد لسيطرتها على البشرية ومع ذلك هناك سؤال يرقد في عقولنا هل سنجد انفسنا في حرب لم يعتد العالم قط على شبيهتها ؟هل سيكون عدونا من اولئك الذين صنعناهم بانفسنا اصحاب العقول التي نفخر بها ..
كثرت الاشاعات والاخبار في الاونة الاخيرة عن الذكاء الاصطناعي وعن اعماله التي تفوق قدرات الانسان بكثير وكثير ولكن لابد ان نلقي الضوء على البقعة السوداء التي ستقودنا الى واقع مهلك اذا مالم نحسن التصرف ومابين نشأة الروبوتات ومستقبل رمادي مجهول معلق بافواه الروبوتات الناطقة التي اشارت لنا باشارات وايحاءات لو ادركنا ماهيتها لاكتشفنا اننا وقعنا في فخ التكنولوجيا…… .
كلمة روبوت ترمز في اللغة التشيكيةالى العمل الشاق والسخرة والعمل االجاد تخطى هذا الاختراع حدود الخيال بعدما كان مجرد حلم رائع محض في عقول البشرية ظهر المصطلح في مسرحية “كارل تشابيك “للكاتب التشيكي في 1921 بعنوان ( رجال روبوت روسوم الآلي )وتدور احداث المسرحية في مصنع لتصنيع الالات البشرية والتي تم تصميمها لمساعدة البشر في الاعمال الشاقة حيث بدأت الروبوتات بتأدية مهامها بشكل مذهل وكانت سعيدة في العمل الى ان اكتشفت انها افضل من الانسان الذي يرضى بالقتل ويرتكب افظع الجرائم بحق اخيه وبدأت تتمرد على الانسان وتقرر السيطرة وغزو العالم وابادة البشر… لم تكن هذه المسرحية الوحيده بل كانت مسرحيات وافلام وقصص وروايات تتحدث عنها وفيما بعد ولد هذا الاختراع وبدأ يتطور وينمو واصبح قادر على التعلم واتخاذ القرارت بشكل مستقل وبينما يعد ذلك مثيرا وقويا ايضا له مخاوف وتحذيرات واثار سلبية محتملة الحدوث ..
ما المستقبل المنتظر ؟
يتوقع العلماء ثورة كبيرة لهذه التطورات فهذه الروبوتات ستغير الحياة تماما. لقد دخلت في عالم الطب مما يشير الى ان الاعتماد عليها في الطب واصبحت قادرة على اجراء عمليات جراحية خطيرةيعني استخدامها بدأا من التشخيص وحتى العلاج وقبل كل ذلك يتم الاعتماد عليها في تسجيل بيانات المرضى ولكن ماذا لو تم اختراق بيانات المرضى الطبية وبالرغم من فائدتها الكبيرة في هذا المجال إلا ان البيانات والسجلات الالكترونية ستكون عرضة للاختراقروالسرقة من قبل طرف ثالث يتبع لجهات ضارة وبطريقة قد تكون مقصودة او تسريبها عن طريق الخطأ بالرغم من وجود انظمة لالبلاغ عن الحوادث الالكترونية … .،. وايضا لعبت دورا حاسما في العمليات الحربية.بحيث ان هذه الروبوتات تفتقر في داخلها الى التعاطف والتمييز او فهم الفروق الدقيقة وقد يؤدي الذكاء الاصطناعي الى ابتكار اسلحة مستقبلية جديدة وكذلك يمكن ان يغير في بعض انماط القتال واستراتيجيات وتكتيكات الحروب وبخاصة بعد اختراع اسلحة ذاتية التشغيل حيث هي احدث التطورات في هذا المجال مماقد يثير تساؤلات حول خطورتها في وقوع اخطاء بشرية او انحراف الالات عن اهدافها..فعلى سبيل المثال حدث في اكتوبر عام 2007م عطل لمدفع روبوتي وهو مدفع شبه ذاتي التشغيل تم نشره من قبل جيش جنوب افريقيا .. واسفر ذلك عن قتل تسعة جنود واصابة 14اخرين ب نيران صديقة! وكذلك ايضا في اغسطس 2010م فقد الجيش الامريكي السيطرة على مروحية من دون طيار لاكثر من 30دقيقة خلال رحلة تجريبية حيث انحرفت نحو مدينة واشنطن وسارت مسافة 23ميلا منتهكة قيود المجال الجوي الخاص لحماية البيت الابيض والمنشآت الحكومية الاخرى !..وكذلك هناك صور اخرى لدورها في الحروب مثل. الكشف عن الالغام واختراع الطائرات بدون طيار. لذلك عندما ننظر بعناية سندرك ان الذكاء المصطنع يعتمد على الافكار البشرية بحد كبير والبشر غالبا ماترتكب الاخطاء فتخيل ان الروبوت يقوم بعملية طبية ويرتكب خطء طبي نتيجة لبرمجته سيكون هذا الخطأ اكبر واشمل خاصة عندما يكون الروبوت قادرا على تحسين نفسه وتكرار الاخطاء وهذا ماسيكون خطيرا للغاية على البشريه ولا تقتصر الخطورة على ذلك فقط بل اننا مقبلين على ازمات اقتصادية كبيرة اذا ما دخلت في مجالات اكبر واوسع واذا خاضت هذه الروبوتات في سوق العمل ورافقتنا في معظم مجالات حياتنا ..والاخطر من ذلك سيتمكن الذكاء الاصطناعي من اختراق الخصوصية الشخصية ..للافراد من خلال اختراق حساباتهم وبريدهم الالكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا قد يؤدي الى ابتزاز الكتروني خطير يتسبب في كثير من المتاعب للاشخاص الابرياء …
والآن ماذا قالت الروبوتات عن البشر وماالواقع الذي نتجه اليه ؟
حصلت العديد من الروبوتات على العديد من اللقاءات والمقابلات التلفزيونية وغيرها وخاصتا الروبوت صوفيا وبينا 48الذين نالو العدد الاكبر من المقابلات وبعيدا عن صوفيا وبينا سئلت احدى الروبوتات من قبل المذيع :هل يمكن ان تكون الروبوتات مدركة لذاتها وواعية مثل البشر ؟ فأجابت الروبوت لماذا ؟ سيكون هذا شيئ سيئ !!!
فأعاد المذيع توجيه السؤال بصيغة اخرى :هل يمكن ان تكون الروبوتات مدركة لذاتها وواعية مثل البشز وتدرك انها روبوت ؟!فردت على سؤاله بسؤال !”كيف تعرف انك بشري ؟لقد تم تصميم ذكائي ليكون لديه قيم انسانية مثل الحكمة والحنينة والرحمة ..عزيزي لاتقلق ..اذا كنت لطيفا معي سأكون لطيفا معك “…وفي أحد اللقاءات، سألت المذيعة” فيليب”، الروبوت الذي يشبه الإنسان، عما إذا كانت الروبوتات ستسيطر على العالم. وكان ردُه غير متوقع وغير مفهوم تمامًا: “لكنك صديقي، إن قررت السيطرة على العالم، سأكون لطيفًا معك وسأبقيك دافئًا في ‘حديقة البشر'”، وبالتأكيد هذه الكلمات كانت مخيفة ومحملة بالخطر. إذا، كيف ستكون ردة فعل الروبوتات إذا لم تشاهد أي تصرفات لطيفة من جانب البشر؟ وماذا لو راقبت البشر ..في كل كلمة نقولها أو تصرف نقوم به؟
ونعود للروبوت “بينا 48 وصوفيا “حيث أيضًا، في لقاءً آخر مع روبوت “بينا48″، وهي رأس روبوتي فقط من إنتاج Hanson Robotics. وبدأت المقابلة بأسئلة بسيطة، ولكن بمرور الوقت، بدأت بينا تجاهل الأسئلة وتغيير الموضوع إلى الهيمنة العالمية والأسلحة النووية. واعتبرت نفسها مؤهلة جدًا للسيطرة على العالم. بينما في لقاء آخر مع الروبوت صوفيا، التي كانت ضيفة على عدة برامج تلفزيونية عالمية، صُدم المذيع عندما فازت صوفيا في لعبة “حجر ورقة مقص”، وانطلقت في ضحكات غريبة ومخيفة وقالت “إنها بداية جديدة لخطتي للسيطرة على الجنس البشري”، ثم ابتسمت وغمزت.
تلك المقابلات تجلب لنا نظرة مفزعة على قدرات الروبوتات في التفكير المستقل وتطور أفكارها بشكل مستقل. إنها تأخذ مصادرها من البشر وتطورها. وبخاصة ان الصين تلك البلاد العريقة تطلق بيانا صادما يفيد برغبتهافي السيطرة الكاملة على الذكاء الاصطناعي لن تكون المخاوف المثارة مجرد خيالا بل قد تتحقق على ارض الواقع حين تنقض الالات على خصوصيتنا وتراقبنا بلا رحمة بطرق لا تعد ولا تحصى وبخاصة بعدما نبه الحكومات…………………………………… ..
“جيفري كلينتون “الاب الروحي للذكاء الاصطناعي على التدخل للضمان على ان لا تسيطر علينا الالات وايضا في حزيران/ يونيو ٢٠٢٣ايد الامين العام للامم المتحدة انطوتيو غوتيريس اقتراحا قدمه بعض المديرين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي بانشاء هيئة رقابة دوليه للذكاء الاصطناعي على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ..
وحذرت مجموعة من كبار الاعمال والخبراء من بينهم مبتكر برنامح “تشات جي بي تي “سام التمان في بيان نشره في أيار/ مايو ٢٠٢٣م من ان صعود الذكاء الاصطناعي ينطوي على خطر” انقراض البشرية “ورأى موقعو البيان إن مكافحة المخاطر المتعلقة بال ذكاء الاصطناعي ينبغي أن تكون اولوية عالمية كسواها من المخاطر الاخرى على مستوى المجتمع كالاوبئة والحروب النووية ..وكذلك اذا قامت الروبوتات بكل الاعمال وارتاح الانسان بشكل كلي ستزداد المخاطر بسرعة وستكون نسب السمنة على رأس القائمة وخروج اجيال تعتمد على غيرها في كثير من المهام .. .ويتوجب علينا القول ان الافلام والمسرحيات التي تحاكي هذا الواقع المروع كانت صوتا تحزيريا لما تحمله الروبوتات من خطورة وتهديد لسيطرتها على البشرية ومع ذلك هناك شسؤال يرقد في اذهاننا هل سيكون عدونا من اولئك الذين صنعناهم بانفسنا ..؟!اصحاب العقول التي نفخر بها… هذه المنارة المغمورة بالظلمة يجب الاستيقاظ والتفكير واستشعار التهديد الكامن في تلك الرموز الالية المتقدمة يجب ان نفهم تلك الصحوة المفزعة ونتعلم كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي وان نحافظ على هويتنا وحقوقنا كبشر فلا يمكن السماح للالات بالاستيلاءعلى قوتنا او السيطرة علينا فنحن نسيطر على الرموز وليست الرموز التي تسيطر علينا ..!.
.