تحفظ إسرائيل تجاه كامالا هاريس قد يرتبط بعدة أسباب تتعلق بمواقفها السياسية والأولويات التي تتبناها، والتي قد تختلف عن نهج إدارة دونالد ترامب في التعامل مع القضايا المتعلقة بإسرائيل والمنطقة. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة:
1. التزام هاريس بحل الدولتين: كامالا هاريس تؤيد حل الدولتين لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهي ترى أن هذا الحل يجب أن يكون قائمًا على احترام حقوق الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولة مستقلة. هذا التوجه قد يكون محل تحفظ من بعض الأطراف الإسرائيلية، خاصة اليمين الإسرائيلي الذي يرفض تنازلات كبيرة في هذا الإطار.
2. السياسات الديمقراطية تجاه إيران: كامالا هاريس تنتمي للحزب الديمقراطي، الذي يميل إلى اتباع نهج دبلوماسي أكثر مع إيران. على عكس سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها إدارة ترامب، قد يكون لدى إدارة ديمقراطية توجه للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة خوفًا من تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
3. المواقف الديمقراطية من الاستيطان: الديمقراطيون يميلون إلى انتقاد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، ويرون أنه عقبة أمام السلام. وكامالا هاريس قد تدعم موقفًا أمريكيًا يضغط على إسرائيل لتقليص النشاط الاستيطاني، وهو ما قد لا يتناسب مع توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية.
4. التحالف مع الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي: هاريس تتواصل مع التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، والذي يضم شخصيات معروفة بمواقفها الناقدة تجاه إسرائيل وسياساتها تجاه الفلسطينيين، مثل برني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز. وجودها كنائبة رئيس قد يعزز من تأثير هذه الأصوات داخل الإدارة، ما قد يؤدي إلى تزايد الانتقادات لسياسات إسرائيل.
5. الأولوية لحقوق الإنسان: كامالا هاريس تؤكد أهمية حقوق الإنسان في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن المحتمل أن تضغط باتجاه نهج أكثر توازنًا تجاه قضايا حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية. هذا النهج قد يعارضه بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يفضلون دعمًا أمريكيًا غير مشروط.
باختصار، مخاوف إسرائيل تجاه كامالا هاريس تأتي من توقعات بأن إدارتها قد تكون أقل دعمًا للسياسات الإسرائيلية الحالية، وتميل إلى تبني نهج دبلوماسي أكثر توازنًا في التعامل مع ملفات المنطقة.
سنا فنيش