اخبار ومتفرقات

عيب ما يحصل مع النازحين في بعض القرى الشيعية في جبيل.

منذ الأمس، تشهد القوى المسيحية في جبيل، من أحزاب وشخصيات، تفاعلًا حول بعض الأخبار عن الإشكالات المتنقلة في بعض القرى الشيعية بسبب تواجد النازحين.

بعض الأحزاب المسيحية تتساءل: لماذا ينزعج الشيعة إذا وقع إشكال بسيط مع النازحين، يتعلق بسلوكيات يومية، مثل الضجيج أو طرق التخلص من النفايات حفاظًا على صحة الجميع؟ وكيف يتغاضى هؤلاء عن خلافات أخرى تصل أحيانًا إلى طرد النازحين من بعض القرى الشيعية في منتصف الليل بطرق لا يمكن القبول بها.

بالامس تم منع بناء غير شرعي على احد الاراضي في جرود جبيل فقام الشيعة يا غيرة الدين واتهم البعض بانهم صهاينة، وهم يمارسون الارهاب على الشيعة والنازحين، مع العلم بانه لو اي شخص مسيحي يريد ان يبني بطريقة غير شرعية ستتم معاقبته ومنعه وبطريقة بنفس الطريقة التي منع فيها بناء غير شرعي.

لقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما استخدم البطريرك الراعي كلمة تحرير المدارس، والبطريرك استخدم كلمة تحرير بمفهومها تحرير نفس الانسان، ليس بمفهوم التحرير من الاحتلال، وحتى لو كان المسيحيين انفسهم نازحين كانت الكنيسة ستقولهم افسحوا بالمجال للتعليم لان التعليم عند المسيحيين هو قبل الطعام والشراب.

 مع العلم انه لم يحدث أن تم طرد أحد النازحين في الأماكن التي يشرف عليها المسيحيون؛ حيث تتم معالجة الموضوع، ثم يُظهر نوع الخلل، فإن كان يُعالَج، يبقى النازح في مكانه، وإن تعذرت المعالجة، يتم نقل النازح إلى مكان آخر، أو يختار هو الانتقال.

البعض ذهب بالقول ربما هذه القرى طردت بعض القيادات من حزب الله المتواجدة في هذه الاماكن خوفا من قصفها من الاسرائيلي.

والبعض ذهب الى تفسيرات وتأويلات ونظريات لا تنتهي قد تمس كرامات هؤلاء الناس النازحين، وهناك ما هو اخطر انه كي يبرر البعض سلوكهم العنيف اتجاه النازحين يتحدث ان النازحين ربما استخدموا القوة او العصا.

لانه لا يعقل لقرية ان تطرد نازح اوى اليها، لا يوجد حتى في عادات الجاهلية مثل هذه التصرفات.

أما بعض الشخصيات الوطنية التي تؤمن بالوحدة، فقد أبدت أسفها لما حدث، معتبرة أن مثل هذه الأمور يُفضّل أن تُعالج بالكتمان والهدوء والحكمة، فهؤلاء النازحون لم يغادروا بيوتهم وأعمالهم وحياتهم بملء إرادتهم، بل بفعل ظروف قاهرة. ولا يصح معاملتهم بطريقة قاسية، حتى وإن كانت تصرفاتهم أحيانًا غير ملائمة؛ فمن العيب أن يتم جرحهم بالكلام، أو الإساءة إليهم، أو طردهم وإذلالهم.

وترى بعض الشخصيات المناهضة لحزب الله في هذا الوضع مؤشرًا على بداية التمرد أو تراجع نفوذ الحزب، حيث يعتبرون أنه لو كان حزب الله موجودًا بفعالية لكان قد عالج هذه الإشكالات قبل تفاقمها، خاصة في ظل احتمال استمرار الحرب لفترة أطول. هذا الضغط المتزايد على النازحين قد يؤدي بهم إلى الانفجار في وجه الحزب، مما قد يساهم في تقليب الرأي العام الشيعي ضده. ويتردد في هذا السياق القول: “إذا كان الشيعة لا يتحملون بعضهم البعض، فكيف للمسيحيين أن يتحملوهم؟”

ورغم ذلك، يجدر التنبيه إلى أن هذه الخلافات في القرى الشيعية تحدث غالبًا بين النازحين أنفسهم، وليس بينهم وبين أهل القرى، كما يروّج البعض.

سيكتب التاريخ عن القرى التي لم تفتح بيوتها للضيافة، وستبقى ملامة إلى يوم الدينونة، رغم أن البعض قد لا يكترث لهذه السمعة في زمن تسيطر عليه الماديات، لكن التزام المسيحيين بالقيم الإنسانية له ثمنه العالي.

لهذا، يحرص المسيحيون على تقديم الاستضافة والتعليم والرعاية الصحية والمساعدات والتنمية، بل والبحث عن فرص عمل لبعض النازحين.

لأن التاريخ سيسجل شكرًا للمسيحيين على هذا الموقف التاريخي. وأنا بدوري أؤكد على أهمية الحفاظ على هذا الدور الوطني بعيدًا عن بعض الأصوات التي قد تسيء للقيم الإنسانية.

وأنا أكتب هذا الكلام لأقول إن القرية التي لا تستطيع استقبال النازحين، فلا تستقبلهم ولا تمنّنهم، ولا تسيء إليهم؛ يكفيهم ما يعانونه من ألم ودمار وتهجير وفقر وحرمان ومصير مجهول.

بالختام تتفضل الدولة اللبنانية وتستلم ملف النازحين، خاصة انها لديها مؤسسات وجهات قادرة على التعامل مع هكذا ملفات باسلوب حديث انساني بخبرة ومهارات تستخدم في كافة الدول عندما تتعرض لكوارث ان كانت بسبب الحروب او الظروف الطبيعية 

 

لا احد يقبل بان يتم تدمير نفسية المواطن اللبناني النازح بعض ان تدمر بيته وتدمرت حياته بسبب الحرب، فياتي مسترجل من هنا او مدعي من هناك ليسقط على هذا النازح كيفية ضبط النفس او كيفية التصرف باخلاقيات.

من غير المقبول أن تُترك أمور النازحين لبعض الذين يدّعون الصلاة والعبادة وتفرفك الايدين. هذا الملف بحاجة إلى مختصين نفسيين وفريق عمل مدرّب على التعامل مع المواطنين بسلام. 

لا يوجد مبرر واحد يبرر ما حصل مع النازحين، والذي غير مؤهل للتحمل لا يتحمل “ولا يعرض كتافه” ولا يتدخل بامر من اجل الادعاء انه مصلح اجتماعي.

عيب ما يحصل مع النازحين عيب

بقلم ناجي أمهز 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى