لبنان، هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بتاريخه، الذي لطالما كان رمزاً للتنوع الثقافي والتعايش الديني، هو هويتنا وبيتنا المشترك الذي يجمعنا فوق كل الخلافات والانقسامات. لكن المدهش أن هناك من ينزعج عندما نقول “لبنان أولاً”، ويعتبرها دعوةً للتخلي عن القضايا الخارجية أو تراجعاً عن موقفٍ من المواقف التاريخية. السؤال هنا: لماذا يزعج البعض أن يكون الوطن هو الأولوية؟
الوطن هو هويتنا وانتماؤنا الأساسي
حين نقول “لبنان أولاً”، فهذا لا يعني تخليًا عن مبادئنا، ولا تراجعًا عن قضايا عادلة. بل هو تأكيدٌ على أن هويتنا تتجسد في حبنا للوطن والعمل لأجل خيره واستقراره. لبنان هو الجامع بيننا، هو الماضي الذي ننهل منه إرثنا، وهو المستقبل الذي نأمل أن نتركه للأجيال القادمة وطناً حراً مستقلاً، آمناً ومزدهراً. كل الدول تضع أوطانها أولاً، فماذا عن لبنان؟ أليس من حقنا أن نحلم بوطنٍ مزدهر وآمن؟
“لبنان أولاً” لا يعني العزلة، بل الاستقلال
عندما نقول إن لبنان يأتي أولاً، فنحن نتحدث عن حقه في اتخاذ قراره بعيداً عن ضغوط الأطراف الخارجية التي تحاول استخدامه في صراعات إقليمية أو دولية. نريد لبنان الذي يقف بقراره المستقل، ويعبر عن مصالح شعبه قبل أي مصالح أخرى. نعم، نؤمن بقضايا عربية وإقليمية، لكن لبنان يستحق أن يكون أولويتنا، وأن تكون له سيادته وقراره الحر.
التنوع اللبناني هو سر قوته
لبنان يتميز بتنوعه، الذي يجب أن يكون مصدر غنى وقوة، لا ساحةً للتنافس على النفوذ. هذا التنوع هو هويةٌ جامعة، وليس انقسامًا يستدعي تدخلاتٍ خارجية. حين نضع لبنان أولاً، فإننا نضعه فوق الأجندات الشخصية والحزبية، ونعمل على بناء دولةٍ تتسع للجميع، يعيش فيها المواطنون بحرية وكرامة.
“لبنان أولاً”هي دعوة للسلام والاستقرار
عندما نقول ” لبنان أولاً “، نحن ندعو للسلام والاستقرار الداخلي، ونأمل أن نرى لبنان بعيداً عن الصراعات التي أثقلت كاهله وأحلام أبنائه. إن الإصرار على وضع لبنان في مقدمة الأولويات لا يعني التخلي عن مواقفنا تجاه قضايا كبرى، بل يعني أن نحمي بلدنا ونبنيه بقوتنا ووحدتنا.
في الختام
“لبنان أولاً” هو شعار يعبر عن حبنا لهذا الوطن، وعن أملنا في مستقبله. لبنان هو بيتنا الذي نحميه ونبنيه للأجيال القادمة، وعلينا أن نعمل جميعاً، مهما اختلفنا، من أجل أن يبقى هذا الوطن قوياً ومزدهراً، آمناً ومستقلاً.
سنا فنيش