أكتب ما تشاء،قل ما تعتقده إنما إعلم أن الدرس الأول من هذه الحرب ليس غير نهايات ثقافات الأخلاق الانسانية و توغّل ثقافات الجزمة العسكرية .
هذه الحرب وإن بدت آخر الحروب لمدة خمسين سنة على الأقلّ أثبتت ان الدم لا ينتصر على السيف وانّ المخرز يفقأ أجمل عين.
ان الصدور العارية لا تمنع تقدّم دبابة وان الدعاء لا يردّ شرّ طائرات الجنّ في الاعالي.
من عِبر هذه الحرب أنّ موازين الأدب ما عادت تعطي للحق أولوية أمام الباطل ولا عادت العدالة تطال الأشرار الحقيقيين.
ستثبّت هذه الحرب حماقة و وحشية الهنود الحمر والايبورجيين و افتراءات الفلسطينيين وستلمّع من جديد افكار النهب و السلبطة والسيطرة كلّ حسب عظمة سلاحه.
اختلّت موازين الفكر العالمي وما عاد النقاش ان تتعاطف مع جان فالجان او مع الأسقف ميريل ولا حتى ان تتخذ موقفاً ضد المحقق جافيرت .
لن تعني كوزيت الرحمة والتعاطف لأحد.
سيصبح البؤساء هم المتهمون لأنهم يزعجون ببؤسهم وبطالبتهم لامتى حقوقهم مشاعر اهل الوحشية العالمية.
ويظنّ كثيرون ان الحرب ان انتهت عادت الأخلاق الانسانية إلى ما كانت عليه.
لن تعود .
عندما قال الفيلسوف المتذمر نيتشه مات الله غضب عبّاده وكذلك عندما قال فولتير ان لا وجود للربّ وخاف ان يعلم ذلك خادمه كي لا يقتله في الليل غضبت الكنيسة.
اليوم والبارحة فجّروا مساجد غزة والجنوب اللبناني لانّ يهوه اله الموت والبراكين والداعم الأول والأخير لشعبه المختار الشرير يفضل ارتشاف القهوة فوق أرض خالية من الجوامع.
وحده الدرس المفيد باق انّه في يوم من الأيام عندما صاح اهل غزة واسلاماه وعروبتاه واأخلاقاه واإنسانيتاه هبّ البعض من اللبنانيين الشرفاء إلى سلاحه في الحرب الصحيحة و صاحوا لبيّك يا الله،لبيكم اهل فلسطين لبيك يا شهامة وما عدا ذلك كذب ونفاق وافتراء وحروب بين الوكلاء وكل من كان يملك سلاحا ضد اخوانه ولم يتقدم للقتال مشبوه كي لا نقول نذل.
انهم يصنعون لهذا الكون الها يشبه وحشيتهم.
والله اعلم.
بقلم د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.