ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “السفارة الأميركية في كييف اغلقت أبوابها يوم الأربعاء، محذرة جميع موظفيها من “البقاء في أماكنهم” في حالة انطلاق صفارة الإنذار من الغارات الجوية. وأغلقت السفارة أبوابها بسبب مخاوف من احتمال وقوع هجوم روسي وشيك على المبنى الأميركي بعد التصعيد غير المبرر الذي قام به الرئيس جو بايدن للحرب من خلال السماح باستخدام أسلحة أميركية بعيدة المدى في عمق روسيا”.
وبحسب الموقع، “من غير الواضح لماذا اختار بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، اتخاذ إجراء يحمل مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير. من الواضح جدًا أن هذا القرار يمثل خطرًا كبيراً وغير ضروري على الولايات المتحدة،في حين يزيد في الوقت عينه من فرص هزيمة أوكرانيا. وهذا الأمر واضح لأولئك الراغبين في رؤية الأمور بواقعية، ولكن هناك أولئك في الذين يبدو أنهم يتمتعون بمؤهلات كبيرة ظاهريًا وأشادوا بقرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS لمهاجمة أهداف في عمق روسيا. فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري ويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، واشتكى كين بالفعل من وجود قيود كثيرة جدًا على استخدام الصواريخ”.
وتابع الموقع، “لقد قدم هؤلاء الجنرالات الذين “يضعون الحرب في المقام الأول” نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذه الحرب. ولنتذكر أنه في أيلول 2023، عندما تم الكشف عن فشل الهجوم الصيفي الأوكراني، أعلن ديفيد بترايوس، القائد الأسبق للقيادة المركزية في الجيش الأميركي، أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في “انهيار” الدفاعات الروسية. ولكن أظهرت أساسيات الحرب أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح،فكيف يمكن لجنرال سابق ألا يفهم هذه الأساسيات وأن يستمر في الادعاء بأن الروس سوف ينهارون؟”
وأضاف الموقع، “في تموز 2023، بعد مرور شهر واحد على الهجوم الأوكراني وقبل شهرين من ادعاء بترايوس أن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا تزال قادرة على اختراق الدفاع الروسي، كان من الواضح بالفعل أن الهجوم قد فشل. إن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف. إن إنهاء الحرب الآن من شأنه أن ينهي الوفيات والإصابات لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا. ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقائق، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب”.
وبحسب الموقع، “الواقع أن الحقيقة اليوم أكثر وضوحا. فلا يهم عدد الصواريخ البعيدة المدى التي نمنحها لأوكرانيا، فهذه وحدها لن تغير أي ديناميكية في ساحة المعركة. لقد خسرت كييف الحرب، ومن المؤكد أن الاستمرار في تجاهل الواقع من شأنه أن يزيد من التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ولكن ما يفعله بايدن الآن أسوأ، فهو يخاطر بتوسيع نطاق الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا. فقد كانت روسيا واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ أميركية أو غربية بعيدة المدى في الحرب ضدها من شأنه أن يمثل انخراطاً مباشراً من الغرب ضد روسيا ويفرض عليها “رداً”. ووفقاً لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها، خوفاً من أن تتصرف روسيا بناء على تهديدها”.
وتابع الموقع، “إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام أسلحة الولايات المتحدة البعيدة المدى ضد روسيا هو أمر متهور للغاية، وخاصة لأنه لا توجد فائدة عسكرية من القيام بذلك، بل إنه يشكل خطرًا استراتيجيًا كبيرًا بالانجرار إلى حرب. لقد تعهد الرئيس المنتخب حديثاً دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومن خلال اتخاذ هذه المخاطرة العبثية قبل شهرين من نهاية ولايته، يمكن لبايدن تدمير أي فرصة قد تكون لدى ترامب لتحقيق السلام”.