السياسية

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد القائد محمد عفيف النابلسي، أقام حزب الله مجلس تقبل التعازي في مجمع أهل البيت (ع) بمنطقة الجناح، بحضور عدد من الفعاليات السياسية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية.

تحرير الاستاذ مصطفى عواضة “نقلا عن موقع العهد”

وخلال تقديم واجب العزاء تحدثت بعض الشخصيات لموقع العهد الإخباري عن مسيرة الشهيد النابلسي الحافلة في الإعلام المقاوم.

الوزير بيرم: صوت الشهيد عفيف يظل صداحًا في معركة الإرادة والمقاومة

أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أن مستوى التحديات التي يواجهها لبنان تحتاج إلى دراسة وتمعن عميق، فالعدو لا يكتفي فقط بمحاولات قتل الجسد، بل يسعى إلى استهداف الرموز الإعلامية التي تتنقل وتبث رسائلها في الأرجاء كافة، وهم على علم تام بمكان وجودها. هذه الهجمات ليست مجرد محاولات للانتقام، بل هي جزء من معادلة تهدف إلى كسر الإرادة وطمس الحقيقة.

وأوضح أن الكلمة تبقى أقوى من أي سلاحٍ تقليدي، فهي لا تقتصر على ضرب الأجساد أو تدمير الأبنية والمساكن، بل تتعداها لتصل إلى استهداف الروح المعنوية والإرادة الشعبية.

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

وفي تصريح لموقع العهد الإخباري خلال تقديمه واجب العزاء قال بيرم: “يمكنهم قتلنا، تدمير أجسادنا، لكن لا يستطيعون تدمير إرادتنا، ولا إسقاط روحيتنا”، هذه الكلمات للشهيد محمد عفيف تحمل في طياتها رسائل حول أهمية الكلمة في زمنٍ تحكمه الهجمات العسكرية والسياسية.

وأشار إلى أن صوت الشهيد محمد عفيف النابلسي سيظل صداحًا في كلّ معركة، يشعل في النفوس عزيمة المقاومة ويقوي عزائم الأحرار في وجه كلّ محاولات الاغتيال المعنوي، معلنًا أن كلمته ستظل محفورة في الذاكرة، أداةً قويةً في مواجهة كلّ أشكال الظلم.

عبيد: فقدنا قائدًا كبيرًا في الإعلام المقاوم

فقد الإعلام المقاوم أحد أعمدته البارزة، الحاج محمد عفيف النابلسي الذي ترك فراغًا كبيرًا برحيله، بهذه الكلمات رثى المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد الشهيد محمد عفيف النابلسي ووصفه بأنه كان قائدًا إعلاميًا كبيرًا، قدم الكثير في خدمة قضية المقاومة عبر جهوده المبذولة وعلاقاته العميقة مع مختلف مستويات الإعلام في لبنان والعالم العربي.

وأشار إلى أن الشهيد النابلسي كان أحد القلائل الذين اختصروا دور الإعلام المقاوم في تحركاتهم وجهودهم اليومية، مبينًا أن خسارته لن تكون قابلة للتعويض، خاصة في سياق الإعلام الذي يقدم المقاومة في أبهى صورها، ويعكس أبعادها الإستراتيجية في مواجهة الأعداء، تحديدًا العدوّ الإسرائيلي.

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

 قنديل: اغتيال النابلسي محاولة للقضاء على رمز من رموز المقاومة

بدوره، النائب السابق ناصر قنديل قال في تصريحه لـ”العهد”، إن خسارة جبهة المقاومة الإعلامية لقائد إعلامي بارز مثل الشهيد القائد محمد عفيف النابلسي الذي قدم الكثير في مجال الإعلام المقاوم، لا تعنى أن المقاومة عاجزة عن ملء الفراغات التي تُركت، أو أن هذا سيؤدي إلى هزيمتها.

وأضاف: “إن المقاومة بفضل القيادة الحكيمة والرسالة الإستراتيجية التي يحملها سماحة السيد، قادرة على الاستمرار في المسير وتجاوز هذه التحديات.

وأشار إلى أن الشهيد محمد عفيف النابلسي كان يمثل جبهة كاملة في ذاته، سواء من حيث قدرته على بناء العلاقات المتينة، أو شجاعته في اتّخاذ المواقف الصعبة، أو سلاسته في التعبير عن الأفكار. هذه كانت مواهب ربانية، ولكنه عمل على تطويرها وصقلها طوال سنوات نضاله الإعلامي.

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

وأوضح أن الشهيد عفيف في الأيام التي تلت شهادة سماحة السيد حسن نصر الله، كان يحمل إرادة وعزيمة كبرَيين، ليتصدّى لكل محاولات زرع الضعف والوهن في النفوس. وفي وقت ظن فيه بعضهم أن حزب الله قد انتهى، جاءت حركة الحاج محمد عفيف لتكون الجواب القوي والمضيء.

وشدد قنديل على أن العدوّ كان يدرك دور الشهيد التاريخي، ولذلك كان اغتياله محاولة للقضاء على رمز من رموز المقاومة، إلا أنه مهيأ ليكون شهيدًا.

عطايا: الشهيد النابلسي يمثل نموذجًا يُحتذى به في الإعلام المقاوم

عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا أشار إلى أن الإعلام المقاوم قدم عددًا كبيرًا من الشهداء، والصحافة قدمت تضحيات جسيمة منذ العدوان الصهيوني على غزّة، بدءًا من معركة ‘طوفان الأقصى’ وحتّى اليوم”.

ورأى أن استشهاد النابلسي كان بمثابة خسارة كبيرة، خاصة وأنه كان قائدًا ميدانيًا وإعلاميًا مقدامًا وعقلًا نيرًا استطاع أن يؤثر في العدوّ حتّى في كلماته وفي أثناء حضوره في الضاحية الجنوبية التي شهدت العديد من المجازر والدمار الصهيوني. هذا المشهد المتكرّر كان مصدر إزعاج دائم للعدو الذي دفعه إلى اغتياله بطريقة بشعة وجبانة.

ولفت عطايا إلى أن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الشهيد محمد عفيف النابلسي يمثل نموذجًا يُحتذى به في الإعلام المقاوم، حيث كان يجسد شخصية المجاهد الإعلامي الذي يقاوم بالكلمة بينما يواجه العدوّ بالنار.

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

الشيخ غبريس: الشهيد النابلسي كان في طليعة الدفاع عن قضية المقاومة 

عضو تجمع علماء المسلمين الشيخ حسين غبريس أوضح أن الشهيد محمد عفيف النابلسي كان في طليعة الدفاع عن قضية المقاومة.

وأضاف: “الكلمات تعجز عن أن تعطي هذا الرجل حقه، فهو كان جنديًا مجهولًا في البداية، ليصبح معروفًا في أصعب وأدق المراحل”.

وبيّن الشيخ غبريس أن الشهيد النابلسي كان في وقتٍ، كان فيه العديد من الأشخاص يعيشون في خوف وقلق، يظهر بجرأة ويقود حزب الله إلى مراحل متقدمة في مسيرة المقاومة، حيث ترك بصماته التي لن تُنسى، سواء من قبل الإعلاميين أو المحطات الإعلامية على اختلافها، أو من قبل لبنان والعالم العربي والإسلامي.

وشدد على أن من أبرز ما تركه الشهيد هو القدرة على توجيه الكلمة الحرة والنقية، رغم ما شهدته المنطقة من ظلم وإجرام.

الشهيد محمد عفيف النابلسي: إرث إعلامي لا يموت في معركة المقاومة

الإعلامية منار صبّاغ: الشهيد النابلسي استطاع أن يعبر بجسده وفكره حدود الاصطفافات السياسية

أما الإعلامية منار صبّاغ عبّرت بالقول: ” لم يكن الشهيد محمد عفيف مجرد قائد في الإعلام، بل كان معلمًا وصانعًا للعلاقات، وخبيرًا سياسيًا وإعلاميًا، سخر كلّ لحظة من حياته لخدمة القضية.

وأضافت: “كان الشهيد أستاذًا حقيقيًا، ونحن تلامذته في الإعلام، حيث تفوق العديد من تلامذته عليه في بعض الأحيان”.

ونوّهت بأن الشهيد كان ذا حضور مميز في الأصعدة السياسية والإعلامية كافة، وقد استطاع أن يعبر بجسده وفكره حدود الاصطفافات السياسية عبر علاقاته. كان مثالًا للإخلاص والمهنية العالية في كلّ ما قدمه.

وروت أنه حتّى في الأيام الأخيرة من حياته، لم يتوقف الشهيد النابلسي عن تعليمنا وتوجيهنا، مُعلمًا إياّنا كيف نكون أقوى وأكثر تأثيرًا في مواجهة التحديات”.

وختمت بالقول: “لقد كان الشهيد محمد عفيف النابلسي أخًا وأبًا وصديقًا وأستاذًا، أثر في كلّ مفصل من مفاصل حياتنا منذ عام 2005 وحتّى شهادته في 2024.

الإعلامية مريم البسام: النابلسي كان جسر عبور بين الإعلام الغربي والعربي 

الإعلامية مريم البسام فضل الله أوضحت أن الإعلام المقاوم فقد باستشهاد النابلسي رمزًا من أرقى رموزه الإعلامية.

وقالت البسام لموقعنا: “اكتشفنا بعد استشهاده أن الشهيد كان صديقًا حقيقيًا، وكان بمثابة جسر عبور بين الإعلام الغربي والعربي واللبناني”.

وأضافت أن الشهيد محمد النابلسي كان مثالًا كبيرًا في الشجاعة والجرأة، وترك بصمة لا تُمحى في الإعلام المقاوم.

وشددت البسام على أن الشهيد كان مصدرًا موثوقًا لا يمكن التشكيك في كلماته، كان هو المعلم في الفكر الصحافي، أثر فينا بأسلوبه وحضوره”.

ونوهت بأن الشهيد النابلسي كان يمتلك رؤية واضحة وصادقة، في أوقات الأزمات، خصوصًا في اللحظات التي تلت استشهاد السيد حسن نصر الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى