منذ متى أصبحت الشهادة في سبيل الوطن والدماء التي تسيل دفاعًا عن الأرض عدالةً سماوية؟ ومنذ متى أصبح قتل الأطفال والنساء والشباب البريء في منازلهم وفي قراهم انتقامًا إلهيًا؟ أسئلة مشروعة تطرح نفسها بقوة عندما نسمع تصريحات غير مسؤولة ومستهجنة من نائبة لبنانية تبرر استشهاد أبناء وطنها بهذه الطريقة البشعة.
كيف يمكن لشخص يمثل الشعب أن يقف على منصة ويدعي أن هذه المجازر، التي يرتكبها عدوٌ غاشم، هي “عدالة السماء”؟ هل يعقل أن الله، الذي يأمرنا برعاية الأطفال والنساء وصون الأرواح، يرسل عدالةً تقصف منازل الآمنين وتدمر أحلام الشباب؟
إن كانت النائبة ترى في هذه الجرائم عدالةً، فمن الواضح أنها إما تعيش في عالمٍ من الوهم والضياع، أو أنها تخلّت تمامًا عن كل إحساس بالمسؤولية الوطنية والإنسانية. هل هي غافلة عن معاناة شعبها؟ أم أنها تعمد إلى تبرير جرائم العدو بلسانه؟
هذه التصريحات لا يمكن فهمها إلا كإهانة مباشرة للضحايا وللشعب الذي تدّعي تمثيله. فهل هي بلا مشاعر؟ أم أنها تنفذ أجندة تجعلها دميةً تحركها أطراف خارجية؟ أم أنها ببساطة تفتقر إلى الوعي والإدراك لتفهم عمق الألم والغضب الذي يعتري أهل وطنها؟
لبنان يمرّ بأصعب مراحله، وأقل ما يُطلب من مسؤوليه هو الوقوف إلى جانب شعبهم ودعمه في معاناته، لا أن يطعنوه في الظهر بتبريرات سخيفة ومواقف تخدم العدو. الشعب لن ينسى، ولن يغفر لمثل هذه التصريحات التي لا تمثل إلا خيانةً صريحةً للوطن والقيم.
الخيانة ليست رأيًا، بل سقوط أخلاقي وسياسي، واللبنانيون يدركون من يقف إلى جانبهم ومن يقف ضدهم.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.