في مشهد يفضح النوايا ويكشف الأقنعة، قام العدو الإسرائيلي باستهداف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العامرية جنوب صور بقصف مدفعي همجي، أسفر عن استشهاد جندي لبناني وإصابة 18 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. إنه اعتداء سافر على السيادة اللبنانية وجيشها الوطني الذي يُفترض أن يكون خطًا أحمر لا يُمس.
لكن المفارقة المؤلمة، والمُضحكة في آنٍ، هي غياب الاستنكار من بعض وسائل الإعلام “اللبنانية” التي يبدو أن حبّها لإسرائيل طغى على واجبها الوطني. أين هي تلك الأصوات العالية التي لا تهدأ عندما يتعلق الأمر بانتقاد المقاومة؟ لماذا هذا الصمت القاتل عندما يكون الضحية هو الجيش اللبناني؟ أم أن هذه القنوات قررت أن تتبنى شعار “كل شيء مباح إذا كان المعتدي إسرائيلياً”؟
والأدهى من ذلك، أن البعض لا يكتفي بالصمت، بل يُجهّز المبررات لهذا العدوان كما يُبرر دائمًا اعتداءات إسرائيل على المدنيين والمقاومة. تُرى، هل هؤلاء يرون أن العدو الإسرائيلي هو “حامٍ للسلام” وأن جيشنا أصبح “عائقاً” في وجه مشاريعهم الخبيثة؟
إذا كانت قلوبهم وعقولهم متعلّقة بتل أبيب لهذه الدرجة، فلماذا لا يحزمون أمتعتهم ويرحلون للعيش بين أحبّتهم؟ ما الذي يُبقيكم هنا بيننا؟ هل هو فقط من أجل مواصلة التهليل للعدو من الداخل وإضعاف أي صوت وطني حقيقي؟
هؤلاء المتشدقون بالنفاق، المتنكرون بعباءة “الحياد”، يجب أن يعلموا أن حبّهم لإسرائيل ليس إلا خيانة موصوفة لكل قطرة دم زكية تُسفك دفاعًا عن هذا الوطن. من يصفّق لعدو استهدف الجيش اللبناني، عليه أن يعلم أنه شريك في الجريمة.
للبنانيين الحقيقيين، لأولئك الذين لا يزال لديهم ذرة من كرامة وطنية: هذا وقت الوحدة والتماسك. الجيش اللبناني ليس خط دفاع فقط، بل رمزٌ للسيادة. أما أولئك الذين يبررون للعدو، فلا مكان لهم بيننا. فلبنان ليس وطنًا للخونة، بل لأبنائه الأوفياء الذين يدافعون عنه بدمائهم لا بمنابرهم الملوثة بالنفاق.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.