عائدون و يوم السبت
ولم يحضر أحد لنجدتنا ،هبّ الريح وانهمر المطر لنصرتنا.
البارحة لعبت مع مسيّرة جوية لعبة “الغميضة” في شوارع بيروت،دورها ان تبحث عنّي و مهمتي الاختفاء.
ربما ستجدني يوماً انتظرها خلف جدار ارتشف كوب الشاي عند المساء.
متى سيقتنع الفدائيون ان مهمتهم عدم الظهور غير ملثمين بأسماء الجبال والانهار والقمم والوديان.؟
التقية الأمنية حلّنا الوحيد مع عدو اصيل والاستتار بالمألوف افضل وسيلة للهجوم لمنع تكاثر العملاء و الخونة.
من غاب بيته عن عينيه وعن بلدته سيجدهما مهما تلبّدت الغيوم وتكثّف الغبار و ارتفع الركام ومهما ازدحم وتدافش الموتى فيما بينهم عند بوابة المقبرة،لا تضيع الأم.
وسيموت أصدقاء آخرون وربما نُقتل نحن أيضاً إنما الناجون عائدون إن شاء الله مرفوعي الجباه و واثقي الخُطى ككل الشعوب الحرّة لبناء غدٍ متواضع و أفضل.
عرش ملكة سبأ لم ينقله جنّ بطرفة عين،كان إذن وسماح من الله .
نحن ننتظر الاذن والسماح.
لم يحلّ الخراب في ديارنا فقد اعتدنا كلّ عشرين عاماً ان نعيد ترتيب شوارعنا وأبنيتنا لتتناسق ولتزدهر وليزداد بريق أنوار أشجار عيد الميلاد.
عيد نجاة المخلّص.
عيد ولادتنا،
عيد خلاصنا بأيدينا .
ما ترونه ليس دماراً إنّه مخاض بلاد قبل الولادة،ستلد مدناً وقرى من رحم مدن وقرى لنزداد جمالاً.
هكذا نحن ما ذهبنا الا لنعود،لا نغادر الا كي نرجع،لا نقف الا لنجلس،لا نسجد الا لنصلي ولا نتواضع الا لنكبّر…
عائدون،
موعدنا قطاف الزيتون،صبر ساعة،
عائدون يوم السبت فإن لم نعد هءا السبت فالسبت التالي الذي يليه.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.