هلمّوا رتّبوا المكان ليليق بقدوم الآتي في عينيه تفرح وترقص البطولة ومن يديه كان الصمود ،على كتفه بندقيته و على صدره وسام المجد.
يا اهلي عاد الفدائي ليقبّل يدا أمّه وأبيه فقوموا جميعاً لنقبّل جبينه،
إن قلّ رصاص الفدائي في جعبته فكلّنا رصاصه.
عاد الذي ظنّ العدو الأصيل ومعه افرنج الغرب وتتر ومغول الشرق انّه سيغادر متراسه إن قصفوا لأكثر من سنة موقعه .
غادرت النسور عِشاشها وانسحبت الصخور باتجاه الوديان خوفاً وبقي في مكانه صامداً لا يتحرّك.
سألت الريح تراب الارض عنه ،من يكون؟
سنديانة ام وجه آخر لشجرة زيتون او شكلاً من أشكال عامود تاريخيّ من قلعة بعلبك.
الفدائي اصلب.
قهر اعدائه بسلاحه وايمانه وحبّه لشعبه ولم يتراجع،لم يتزحزح،
لا يتزحزح جبل شاهق من مكانه الا بأمر من ربّه الا أن الربّ قال للمقاتل الشريف في الحرب النظيفة “كُن”! فكان الفدائي اللبناني وكان الفدائي الفلسطيني وكان الفدائي اليمني.
كُنْ!
كان الفدائي.
كان الفارس الملثّم الشجاع.
احيانا اسمه ابو عبيدة وأحيانا اسمه حيدرة،غالبا ما يكون الاسم ضيف ام سنوار وغالبا ما يكون الاسم حسَن وعُمر المختار .
عاد مَن كان جبلا يواجه الاعداء وصار وردة حمراء في حضن أمّه.
هلمّوا نرتب المكان بما ان الزمان يفلت من ايدينا كأعمار.
يفلت الزمان من ايدينا الا اننا نعرفه تماما،
نعرفهزمن يكون،
هو زمان الفدائي مستمرّ،تتغيّر الاسماء والرايات والعناوين والمقاومة مستمرّة.
بقلم د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.