اخبار ومتفرقات

لا اسف على الراحل ولا أمل بالآتي…

إن فشلت في تعلّم السباحة والتألق على الاقلّ تعلّم فنّ الغرق والموت والتراجع والانسحاب والهزيمة، من يضحكون اليوم سيندمون غذاً،لم ينقص الحاليين شعارات برّاقة كالقادمين الجُدد فالفرق بين الطرفين حِدّة سيوفهم و فؤوسهم لأن الجميع يجيد الاغتيال والذبح والبطش إن استطاع إليها سبيلاً.

مَن يضحكون اليوم سيندمون غداً ،ليبيا والعراق غيّرا اللوان علميهما و ألغيا نظاميهما ودمّرا جيشهما والحال اليوم ليس افضل مما سبق،كان النفط ملك شركات وطنية والآن عادت الشركات الأجنبية باعلام اللوان الاستعمار القديم لتدير وتنهب الخيرات الوطنية.

ليس لأنّك ستستبدل انقرة بطهران و واشنطن بموسكو و العدو الأصيل ببكين أنّك تحررت ففي كل الحالات كان وسيكون لك رسن وفوق رأسك عصا وسيعتلي كتفيك منافق .

كلهم تجار وانت مستهلك.

مَن استبدل طائفي بطائفي آخر كمن بدّل الذئب بالضبع ،لا فرق،كلاهما سيفترسانك عند أول مفترق طُرق فإن كانت حياتك بائسة اليوم فحياتك اتعس غداً.

لست غير سلعة .

كيف تصدّق حارم الأكراد حرّيتهم في بلاده و كاره ومحتقر العرب في عواصمه وفي أسواقه انّه سيدّلع العرب غداً في ديارهم.

البؤس يتمدد.

كلهم يكذبون،

الأجمل من شعارات الجميع بطش حاقديهم و تارات مجرميهم و فنّ اعداماتهم.

مَن يضحكون اليوم سيتذمرون غداً ليس بإستبدال حنطي البشرة مالكٍ للحقيقة المطلقة باسمر البشرة مالك لحقيقة مطلقة أخرى ستتحقق سعادة احد فالمبشّر بالجنة لا يختلف عن داعية يحذّر من النار كِلاهما يُجيد الكلام المعسول وتغسيل الميت ودفنه بعد الصلاة والترّحم عليه.

السجون باقية إنما سيتم استبدال المساجين فلكل حقبة ظلمها ولكل عهد جلّاده إنما يختلف وجه القاضي ويختلف لون ورسم العملة الورقية لأن التاجر واحد لا يتغيّر إنما يبدّل لون سترته و شكل رشوته ما دمت انت المستهلك الدائم وما دمت انت المنهوب في كل الأحوال.

إن فشلت في تعلّم السباحة والتألق على الأقل تعلّم فنّ الغرق والموت والانسحاب والتراجع والهزيمة.

مَن يرقص من الفرح والشماتة اليوم سيرقص من الألم ومن الخيبات غداً فالمقتول اليوم رقص ابتهاجاً البارحة عندما انتقم وظلمَ وسجنَ مَن سبقه في الحكم وظنّ انّه داعية خير .

لا فرق بين مجزرة ومجزرة الا بالتوقيت والمكان ويحصل احيانا ان تتكرر المجزرة في المكان نفسه.

قالت العرب قديما:

وقديعتلي ظهر الجياد ذبابُ وقد يقود اسراب الصقور غرابُ

ويسود رجافٌ بمحفل قومه

وعليه من حلل النفاق ثياب 

وترى الأسافل قد تعالى مجدهم

والحرّ فردٌ ما له أصحاب.

وقد صدق من قال في القرن التاسع عشر :

التاريخ يُعيد نفسه في المرّة الاولى كمأساة وفي المرّة الثانية كمهزلة.

مَن يضحكون اليوم سيفرطون في الضحك غداً عندما يترحمون عما كانوا فيه وما كانوا بأفضل حال إنما هناك دائما حلولا أسوأ.

يقول الروس:

لا يوجد امرأة قبيحة يحصل احيانا ان تكون الفودكا سيئة الفعالية.

لا خلاص للإنسان المتعب الباحث عن النجاة غير ان يعيش لوحده وان يعيد الكوكب لخالقه خاليا من الإنس والجن والحن والبن افضل.

وتذكروا ان لا وجود للخير خارج تسوية بين الأشرار.

إن فشلت في تعلّم السباحة والتألق على الاقلّ تعلّم فنّ الغرق والموت والانسحاب والتراجع والهزيمة. 

لا اسف على الراحل ولا املٌ بالآتي.

يا بنيّ ،

كلّهم يكذبون.

من هنا ومن تحت سماء مكفهرة بالغيوم وجالسا على حجر بركانيّ لا اشمت بأحد و لا أرحب بأحد لانّي ارى العدو الأصيل يتقدّم ويتمدّد و ينتشر ونحن مفرطون بالضحك.

والله اعلم.

د.أحمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى