اخبار ومتفرقات

تغيرات سريعة واحتلال أسرع

أنتصر مَن يطالب بالحرية في سورية (الحرية بمفهوهم طبعا”) وهي خاطئة جدا” بهذا الأسلوب والجميع يعلم ذلك. من المتوقع أن يفرح الكثيرين لغياب الرئيس بشار الأسد ويعتبر هذا النصر هو للحرية التعبيرية وسوف ننتظر لنرى مدى حرية هذا التعبير 

ولكن قبل ذلك دعونا نتكلم في واقع مغاير كليا” 

بعدما قرر الرئيس بشار الأسد ترك السلطة وهذا القرار لعدم إراقة الدماء في الشارع السوري وهذا الأمر لن يستطيع أحد نكرانه 

لا نريد الدخول في تفاصيل أكثر ولكن الحديث هو للتوضيح فالجميع بحالة فوضى وتشويش فكري ومن باب أحترام الرأي الأخر وهنا أتكلم عن موقفي الشخصي. 

أدرك جيدا” سرعة التغيير التي حصلت وأعذر الكثير من الأصدقاء المتواجدين في سورية بتغيير مواقفهم نتيجة الحدث الذي حصل وأتفهم ذلك وأؤيده نظرا” لوجودهم في سورية اولا” وهذا بلدهم الذي أحترمه 

ولكن ما لم أفهمه هو إنقلاب بعض مَن كان داعما” ومؤيدا” ومستفيدا” من الدولة السورية واصبح بلحظات مع التغيير الذي حصل 

هذه السياسة التي قد تتغير بتغيير الموقع لا تتناسب مع الذين يملكون عقيدة وموقف وثبات 

ما حصل في سورية من وجهة نظري وسوف أتكلم بكل جرأة كما عودتكم هو سقوط الحليف الأساسي للمقاومة التي تواجه العدو الإسرائيلي

لقد كان يوجد اخطأ في نظام الدكتور بشار الأسد داخليا” هذا الأمر لا يعنيني فهذا شأن داخلي ولكن في السياسة التي تخص المواجه الخارجية والمواقف الوطنية كان الدكتور بشار الأسد الرجل الصلب في مواجهتها ولم ينحني للضغوطات التي مورست عليه منذ العام 2011 لغاية اليوم وبقي داعما” لمحور المقاومة ولقضية فلسطين لذلك دفع ثمن هذا الموقف المشرف، وخرج من السلطة مرفوع الرأس لعدم تطبيعه مع العدو الإسرائيلي الذي لو قَبل به لستمر لسنوات وسنوات دون ان تفكر أي دولة بالعالم المساس به 

هذا موقفي تجاه الدكتور بشار الأسد وسيبقى 

أما بما يخص مَن أتى لأستلام السلطة في سورية فهذا شأنهم وسوف ننتظر ماذا سيفعلون بالسياسة الخارجية هل سيعلنون العداء لإسرائيل؟ 

هل سيواجهون الأعتداءات الإسرائيلية الذين كانوا يقولون بأن الرئيس الأسد باع الجولان 

وامس شنت إسرائيل 100 غارة على سورية واحتلت قمة جبل الشيخ من الجانب السوري وتقدمت 14 كلم متر داخل اراضيها بعد رحيل الرئيس الأسد دون اصدار بيان واحد من الذين استلموا الحكم 

 

هذا هو الفرق 

نعم لقد خسرنا وربحوا

نعم لقد رحل وأتوا

لقد خسرنا الخاصرة التي تحمي المقاومة في لبنان وفلسطين 

فهل ستعلنوا العداء لإسرائيل ام ستوقعون إتفاق الذل والعار كابعض الدول العربية التي لا تستطيع مناصرة القضية الفلسطينية نتيجة هذه الأتفاقات

ماحصل في لبنان من تأييد لهذه الثورة أيضا” كان له تساؤولات كثيرة، هل هي حرية تعبير ام هي أستفزاز للأخرين 

بعد الذي شاهدناه في لبنان لم يعد مقبول تواجد مَن كان يقول لا يستطيع العودة لسورية بسبب نظام الدكتور بشار، الان تحررت سورية كما الدكتور بشار وعليكم العودة إلى بلادكم فورا” لم يعد لديكم اي مبرر لوجودكم 

بلدكم أصبح آمنا” وتحرر كما تقولون فعودوا إليها أمنين 

نضال عيسى 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى