اخبار ومتفرقات

انهض ! الهزيمة ليست عاراً.🌹  

انهض !

الهزيمة ليست عاراً.

كان حلماً وتبدّد،كان صرحاً من خيال وهوى،كما يكون النصر احياناً ،تكون الهزيمة أيضاً إلهية.

لأن العقل يُعجب ويعشق نفسه ويُفضّل تقديس ما يعرفه، يفضل القديم على الاستماع للنقد ولأفكار أخرى جديدة واقعية وعلمية وملموسةغير غيبية.

 لا يحتمل العقل الشيعي الجماعي هزيمة كي لا يعود مضطرّاً لممارسة الاختفاء و التقّية.

الحضور متعةبعد استتار بالمألوف لزمن طويل.

لا بد من مصالحة الغيب مع الواقع في العقل الجماعي لأي دين كشرط اساسي للنجاح.

لا ينهزم العقل الجماعي عندما يكون عقل أمّة لا عقل دولة أو تنظيم .

في البدء كانت فكرة لقب المرشد من فكر الاخوان المسلمين كتنظيم لذلك تراكمت على التنظيم الهزائم والخيبات اما إن عادت فكرة المرجعية لتجربة الأمة تصبح الهزيمة حركة وخطوة متعثرة في طريق الانتصار والنجاح والتميّز.

يتعب العقل ويهرم من مدّاحيه ومن إعجاب العقل بنفسه رافضاً أيّة تجربة للآخر بحجة ان الإحساس شعور ايمان بخطوات مسدّدة من الله.

ليس كل آت بخبر بزنديق.

سيُهزم عقل شعب يهوه المختار حتماً لأنّه فكر عقل جماعة معجبة بما تعرفه ولا تصدّق الا ما جاء في كتبها ولا تهتم الا بما أمر به ربّها ولو السير نحو الهلاك الجماعي لذلك عقل شعب يهوه المختار يتحدّث فوراً عن حرب هرمجدون الحاسمة وعن القيامة وعن حرب وجودية عند أوّل تهديد جدّي عند حدود البلاد وعند حدود العقل المتقوقع على نفسه معطيّاً لشكله حجماً داخل حدود الخوف.

يعيش ابداً ذلك العقل المنفتح على كل الاحتمالات والفرضيات المؤمن انّه لم ولن يحتكر الحقيقة المطلقة يوما لأن الحقيقة المطلقة ليست رسالة مكتوبة في كتاب مقدّس ولا في نصّ عقيدة كتبها رجل أو مجموعة رجال أو قيادة تنظيم.

يعرف الرب الحقيقة المطلقة وحده الا أنه لم يخبرها لأحد لانّه يعلم ما لا يعلمون.

تكون الهزيمة أحيانا ضرورية وخطوة إلزامية ليجدد العقل الجماعي نفسه وليعيد ترتيب أولوياته.

لا يصيب العقل الجماعي بضرر غير مخيّلة نشيطة لشبه حركة هذيانية فكرية عندما يصبح الخيال الانساني بديلاً و رديفاً للكتب المقدّسة وعندما يتقدّم التأويل الانساني للمعنى المقصود من الآيات عن قصد الإله نفسه.

لا يعرف القصد الإلهي غير الله نفسه مهما اجتهد العلماء والمقدّسون والصالحون والباحثون لذلك تواضع السلف دائما وختموا أقوالهم بعبارة “والله أعلم” كي يخبروا المستمع والقارىء ان الرأي إنما هو رأي عبد مؤمن قابل للنقاش لا رأي نهائي محسوم و واضح ونهائي من خالق.

هم الناس الذين يتوقون لصناعة انبياء جدد.

نعيش في زمن لا يتواضع فيه احد .

تجنح الناس دائما لتقديس القائد في الشرق لحاجتها الدائمة لتجديد القديم عبر تلميعه مهما كان الثمن وكيفما اتفق كي لا تعترف بهفوات وأحداث انها ما كانت الا من خيال ومن هواجس ومن قلق بشر أسقطوه على النص كوصايا مقدسة لإله .

أسوأ الناس رجال دين يشرحون نوايا الخالق والانبياء لا سلوكياتهم.

ما حاجة العقل الانساني الجماعي لصنع و لتقديس قادة كأنبياء بديلين بعد موت النبي الحقيقي الا ارتدادات لنكران موت النبي نفسه ولاثبات عدم موته .

لا يصدق احد الموت والاختفاء والاندثار لأن في القبول ألم عظيم.

لا تقتنع الام بموت ابنها وتبقى في انتظار عودته حتى تموت فكيف بفقدان أب عظيم أرسله الغيب كرسول للناس ،لا يحتمل عقل الناس موت الاب الاكبر لذلك يستبدلون موته بفكرة عودته الجميلة عبر مقدّس آخر ،مفضّلين متعة الانتظار إلى الأبد على تقبّل فكرة اختفاء واندثار وغياب الاب واقعا وحقيقة ولمرة أخيرة.

كل عقل جماعي لا يجدد نفسه عبر تعرية الاغصان الزائفة عن شجرة المعرفة المثمرة ستتحول الاغصان الزائفة لاغصان أصيلةكجزء أصيل من شكل ومضمون وجوهر بنيانها.

لا بدّ من تحديد الاغصان الزائفة المضافة وقطعها كي تبقى الشجرة مثمرة.

الاغصان الزائفة تصلح كعصي وحطب ولا تثمر ابداً.

لا خوف ابداً ،لا يُهزم عقل أمّة وإن تعثّر فالهزيمة اولا ليست عاراً وان حصلت فإنها خطوة ضرورية في طريق الانتصار.

الهزيمة ليست عاراً بل هي ضرورة استراحة لعقل جَماعي ليعالج نفسه ويشفى من افكار خيالية غير واقعية ظنّها حقيقة مطلقة لأنها كانت ممتعة للعقل غير مؤلمة،لا يحب العقل افكارا مؤلمة وهذا خطأ فالالم ايضا موجود وحقيقة وضرورة كما اللذة والفرح.

اللذة هي في غياب الألم. 

لا بأس،من هزيمة إلى هزيمة في اتجاه الانتصار الكبير* المهم الاستفادة من التجربة.

ختى في هزيمتنا منتصرون فهل تغضب؟

أغضب!

والله اعلم.

د.أحمد عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى