على خلفية محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في البلاد، بصورة مفاجئة يواجه الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، تصويتا جديدا، اليوم السبت، على مشروع قانوني يقضي بعزله من منصبه.
وذكرت وكالة يونهاب، الكورية الجنوبية للأنباء، أن الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة، سوف تصوت في وقت لاحق السبت، على مذكرة عزل ثانية، في السابعة بتوقيت غرينتش.
يأتي التصويت الجديد بعد إلغاء مقترح أول بالعزل، الأسبوع الماضي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني بعد مقاطعة معظم نواب حزب “سلطة الشعب” الحاكم، الذي ينتمي إليه “يون” لعملية التصويت.
ويحتاج إقرار الاقتراح إلى أغلبية الثلثين وإلى دعم 8 نواب من الحزب الحاكم على الأقل، وفق يونهاب.
من المتوقع أن يتجمع آلاف المتظاهرين خارج الجمعية الوطنية في سيول في وقت التصويت البرلماني، للمطالبة برحيل الرئيس الذي لا يحظى بشعبية والمستهدف بتحقيق بتهمة “التمرد” والممنوع من مغادرة البلاد، وفق فرانس برس.
والجمعة، صرح سبعة من نواب الحزب الحاكم علنا بأنهم سيصوتون لصالح العزل، ما يعني أن نتائج التصويت ستكون متقاربة.
وإذا ما تم تمرير اقتراح العزل، سيجري تعليق مهمات يون بانتظار أن تصادق المحكمة الدستورية على عزله، وسيؤمن رئيس الوزراء هان داك-سو المرحلة الانتقالية.
وقالت الشرطة الكورية في بيان، الأربعاء، إن “فريق التحقيق الخاص أجرى عملية تفتيش في المكتب الرئاسي، وفي وكالة الشرطة الوطنية، وفي وكالة شرطة العاصمة سيول، وفي إدارة أمن الجمعية الوطنية”.
من جانبها، قالت وكالة “يونهاب”، إن كيم يونغ هيون، الذي استقال الخميس، من منصب وزير الدفاع، حاول الانتحار داخل السجن قبيل إصدار القضاء رسميا مذكرة اعتقال بحقه بتهمة التمرد.
والوزير السابق متّهم بأنه أدى “دورا حاسما خلال التمرّد”، و”أساء استخدام السلطة لعرقلة ممارسة الحقوق”.
وأوقف كيم، الأحد، قبل أن يصدر بحقّه القضاء، الثلاثاء، مذكرة اعتقال رسمية.
القتال “حتى اللحظة الأخيرة”
أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول -المهدد بالعزل- عزمه على القتال “حتى اللحظة الأخيرة” دفاعا عن نفسه، بعد محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية مطلع الشهر الجاري. وقال يون، في خطاب متلفز اليوم الخميس، “سأواجه كل شيء بثبات”، متهما المعارضة بالتسبب في “أزمة وطنية”.
وأثار يون في خطابه مزاعم بأن كوريا الشمالية اخترقت اللجنة الوطنية للانتخابات، مما يثير الشكوك حول نزاهة الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل/نيسان 2024، وتكبد فيها حزبه هزيمة ساحقة. وأضاف أن هذه الأحداث دفعته إلى اتخاذ قرار الأحكام العرفية لمنع “الجماعات الإجرامية” من تعطيل الدولة والسيطرة على الحكومة.
ويأمل الرئيس الكوري الجنوبي في أن يحشد حلفاءه السياسيين لدعمه، إلا أن هذا الاحتمال تضاءل بعد خطابه الأخير، حيث صرّح زعيم حزب “سلطة الشعب” الحاكم بأن الوقت قد حان لاستقالة يون أو لعزله من قبل البرلمان.
وفي الثالث من كانون الأول الجاري، أعلن يون (63 عاما) الأحكام العرفية بصورة مفاجئة، لكنه تراجع عنها بعد 6 ساعات فقط تحت ضغط البرلمان والاحتجاجات الشعبية. وقدم اعتذاره للشعب عن القرار قائلا “أعتذر مرة أخرى وأؤكد ولائي المطلق للشعب”، لكنه شدد على تحمله “كل التبعات القانونية والسياسية لهذا القرار”.
والإثنين، أعلنت وزارة العدل الكورية الجنوبية أنها فرضت حظرا على سفر الرئيس، بينما تجري الشرطة تحقيقا بحقه بتهمة التمرد على خلفية محاولة فرضه الأحكام العرفية.