في لقاء اسلامي مسيحي في قرية الساحة بولادة السيد المسيح(ع)
فضل الله: لنتوحد حول ازالة اثار العدوان الصهيوني وترسيخ وحدة الوطن
أقام اللقاء الاسلامي المسيحي حول سيّدتنا مريم (ع) مأدبة غداء ميلاديّة في مطعم قرية الساحة التراثيّة، بحضور العلامة السيّد علي فضل الله، والشيخ فؤاد خريس والشيخ نزيه صعب، وقرابة الثلاثين مشترك من الجمعيّات المنضوية تحت هذا اللقاء.
استهل الحفل بكلمة لأمين عام اللقاء الاستاذ ناجي الخوري رحب فيها بالعلامة فضل الله والحضور الكريم، مؤكّداً على المناسبتين السنويّتين اللتين ينظّمهما اللقاء : الميلاد المجيد في مركز للطائفة الإسلاميّة وافطار رمضاني في مكان مسيحي، للتعبير عن وحدتنا وتضامننا الديني.
وأشار الخوري إلى ضرورة العمل الدؤوب للمّ الشمل وترسيخ الوحدة الوطنيّة والحوار الدائم وحضارة المحبّة، داعياً الجميع إلى أن يكونوا رسلا لهذه القيم كي تعلو أصواتنا على أصوات الحقد والتخوين والسلبيّة.
ثم القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته بهذه الدعوة وبهذا اللقاء الأخوي الجامع بمناسبة ولادة السيد المسبح(ع) هذه الولادة التي تجمعنا جميعا على قيم المحبة والانفتاح والتسامح والحوار مشيرا إلى ضرورة أن نعيش هذه القيم وتكون هي الحاكمة في كل تفاصيل حركتنا على أرض الواقع.
واعتبر سماحته أن هذه المناسبة فرصة لنوحد صفوفنا وندخل مشاعر الفرح إلى القلوب والوجدان ونعكسها في عملنا وسلوكنا فلا يمكن أن نبقى نعيشها في الشكل فحسب بل لا بد أن نترجمها في علاقاتنا.
وأضاف: هذا هو دورنا نحن الذين نؤمن بهذه القيم ونجتمع عليها ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة حيت تواجهنا تحديات كبيرة سواء في الداخل وهي لا تواجه طائفة أو مذهب بعينه بل تستهدف جميع المكونات اللبنانية فضلا عن التحدي الكبير على حدودنا الجنوبية وما يخطط للمنطقة من مشاريع شرق أوسط جديدة يرسمها اللاعبون الكبار حيث يُراد لنا أن نكون على هامشه.
ودعا سماحته الى ضرورة تعميق الوحدة الوطنية من خلال إزالة كل الهواجس والمخاوف التي تطرح من هنا وهناك وان نتحاور بكل شفافية وصدق بعيدا من المجاملات التي تعودنا عليها في لقاءاتنا ومناسباتنا وأن ندخل مفاهيم الأديان والرسالات إلى الواقع السياسي بخاصة بدلا من الركون إلى سياسة المصالح وتقاسم الحصص كما كان يحصل .
واعتبر سماحته أن من حق كل شخص في هذا الوطن أن يشعر بالأمن والاستقرار ويعيش بكرامة وحرية لذلك ندعو دوما إلى بناء دولة المواطنة دولة الإنسان والعدالة والمساواة وان تكون ترجمة فعلية للقيم الإنسانية التي جاءت من أجلها الأديان والرسالات السماوية.
وأردف: أن المسؤولية التي تقع علينا ولا سيما في هذه المرحلة هي كبيرة: أن نجذر مفاهيم المحبة والسلام والوئام بين مكونات هذا الشعب كما اننا نريد للبنان أن يكون قويا محررا لا يعاني مجددا من الأزمات لذلك لا بد أن نعمل بجدية وأن نكون حاضرين على أرض الواقع في مواجهة كل من يعمل على توتير العلاقات بين اللبنانيين ونطلق الصوت عاليا ان كفانا مشاكل وتواترت وعداوات.
وختم سماحته كلامه قائلا: لا بد ان نعمل لنكون صمام امان وعامل استقرار ونأمل أن ينتخب رئيس للجمهورية في اسرع وقت وان يكون حريصا على جميع اللبنانيين ويسعى لإخراج هذا الوطن من ازماته من خلال التوافق الذي يكون لمصلحة وبناء دولة القانون وأن نعمل سويا على بناء إنسان هذا الوطن وإزالة كل آثار العدوان الصهيوني فوحدتنا هي العنصر الاساسي في حماية وطننا.