اخبار ومتفرقات

تفسير عبارتي”العمر لكم” و “البقية في حياتكم”

احتجاجا على الاقدار قررت أن احدد طريقة موتي بنفسي،لم أشتر علبة سجائر واحدة طيلة حياتي الممتدة خلال ستون عاماً،ذهبت واشتريت علبة سيجار فاخر.

سأموت من ادماني على السيجار لا من جلطة دموية غادرة ولا من نشرة أخبار موجّهة كاذبة..

كل سيجار أنفثه سيقرّبني من نهايتي يوم واحد،جميل،سأعجّل من انتحاري البطيء المزمن كيفما أشاء،سأضاعف الجهد بأن أنفث ثلاثة سيجار في اليوم الواحد لاختصر النهاية ثلاث مرّات كي اموت واقفاً خادماً نفسي بنفسي من دون حاجة لأي أحد.

كل الذين “يؤركلون” كفرة بتحديد المصير عبر الاقدار بل هم يصنعون نهاياتهم و يرسمون مراسم حتفهم ويكتبون وصيّتهم بالدخان.

كل سياسي و زعيم.طائفة و رجل مخابرات و رجل دين”يؤركل” يتحدى الربّ لذلك السيجار افضل.

المسألة بسيطة،ساتخلى عن بضعة سنوات لن امضيها الا بوهن وبذاكرة ضعيفة وبتكرار لاحاديث وحتى لنكات قديمة.

سأتحدث الخرف بسرطان الرئة،اسرع وسيلة للرحيل.

سأوزع السنوات المحذوفة لمن يهمه الأمر في دعائي بعد صلاتي الا اني لم اعتد الصلاة.

زوربا لا تصلّي.

اذن عليّ ان أصلّي لنصل لتسوية مع العمر لتوزيع العمر الباقي للذين يحضرون جنازتي ويقولون “العمر الباقي لكم” والبقية في حياتكم” ماذا بقي في الحياة لاعطيه،لاهديه،يبقى رصيد طائفيّ في مصرف تجاري،ليصادروه.

اذن؟

 الباقي من العمر مفترض ان يكون من عمري انا ولي الحق الحصري بتوزيعه بإرادتي .

وهمُ الناس تعيس.

سأوزع الأوهام.

ليس العمر لكم ،لكم الوهم التعيس.

 بقلم د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى