أنظمة الملوك والأمراء والعائلات لن تسمح بقيام جمهورية اسلامية لأهل السنّة والجماعة في بلاد الشام،واهم من يظنّ ان إدخال مفهوم الديمقراطية اي ان ينتخب الشعب وان تختار الجماهير قياداتها في العقل الاسلامي الجماعي سينجح .
سيفشلون الثوريين الاسلاميين.
لا يناسب عقل الملوك والامراء والعائلات الحاكمة ان تشارك الناس في صنع القرار لأنّ نجاح ذلك في دمشق سيقوّض ويدمّر رخاء انظمة العائلات الحاكمة بنار الغرب وبمال النفط المنهوب تحت الارض .
أخطر ما يكون ان يصحح العقل الاسلامي لأهل السنة والجماعة نفسه وان يطل بمفهوم خلافة اسلامية ديمقراطية معاصرة او بمفهوم الشورى الراشدي عند الحدّ أدنى.
يهمّ أنظمة العائلات الملكية ان تعود دمشق اموية لا راشدية،ان يعود الحكم في سلالة عائلة الشرع لا في عائلة الجولاني .
سيغتالونه قريبا لأنه لم يرتكب مجازر جماعية ضد الاقليات الكبرى لأن المطلوب نشر الفتن والتارات.
ظاهرة الاردوغانية الاسلامية المتناغمة والمتعايشة مع الاتاتوركية العلمانية بسلاسة وبلطف وبحكمة وبحنكة في تركيا مرفوضة في أنظمة العائلات الملكية الاسلاميةلاهل السنّة والجماعة.
الحكم في الرياض وفي قطر وفي الإمارات وفي الأردن وفي عمان أموي بجدارة بينما تحاول تركيا إرساء مفاهيم اسلامية معاصرة من وحي الديمقراطية السائدة في العصر الليبرالي الحديث.
سيغتالون كل مرسي ينتخبه المؤمنون.
لا علاقة للاردوغانية بالتجربة الأموية وهيئة تحرير الشام لا تستطيع إعادة دمشق للحكم الأموي لأن تجربتها في الحكم تجربة اردوغانية مزجت بين مفهوم الجمهوريةالديمقراطية والحكم الاسلامي.
لا وجود للجمهورية بكل التراث الاسلامي إنما تم اقتباس الفكرة من خارج العقل الاسلامي وقد نجحت التجربة الإيرانية في الدمج بين فكرة الجمهورية الطارئة على العقل الاسلامي الطالبي (الامام علي بن أبي طالب) وبين ضروريات قيام الدولة الإسلامية ولو انها جعلت من المرشد(تسمية من الاخوان المسلمين :سيد قطب) خليفة اسلامي لا يورث الحكم الديني في العائلة إنما يجعل امر المنصب شورى بين قيادات دينية،مزجت الخلافة مع الجمهورية اليسارية إلى حد ما.
الجمهورية الاسلامية في دمشق يعني انتهاء الحكم الأموي في العقل الجماعي الاسلامي لأهل السنة و الجماعة وفتح تجربة حديثة في الحكم ترعب أنظمة الخليج والمغرب ولا تطمئن العقل الغربي.
فكرة ان ينتج المؤمنون مجلسا نيابيا و ان يختار رئيسا للبلاد وان تنال الحكومة الثقة من ممثلي المؤمنين لتحكم هي أمور غير واردة لا في القرآن الكريم ولا في السنّة النبوية ولا في الخلافة الإسلامية إنما هي مفاهيم مقتبسه من تجربة العقل الغربي(العلماني-الكافر! وفق العقل الديني) .
ستضطر هيئة تحرير الشام ان تخضع لمفهوم الجمهورية الاسلامية إنما يبقى الأهم:
استكون الجمهورية الاسلامية يسارية الاقتصاد او يمينية؟
طالبية ام عفّانية(تجربة الخليفة عثمان بن عفان)؟
هل ستمسك الجمهورية بخيرات البلاد الطبيعية وستوزع المال على المؤمنين كل وفق عمله او وفق حاجته او وفق حسناته ام وفق الولاء والانتماء والسمع والطاعة.
اسيكون القطاع العام حاكما ام ستحكم الخصخصة الاميركية والسوق والدولار.؟
لن يعود اخطبوط طهران الضعيفة بلا اذرع مصدر رعب لأنظمة عائلات الملوك والامراء الامويين في الخليج وغيره بل ستكون الجمهورية الاسلامية الحديثة والمعاصرة الاردوغانية لاهل السنة والجماعة في دمشق مصدر قلاقل لآخر حكام الامويين في الخليج.
ليس هناك مفكر اسلامي وعالم اقتصادي اسلامي ذا خبرة اسلامية في الاقتصاد السوري بمعزل عن تجربة اليمين واليسار الاقتصادي والتجربة في سوريا ستفضح العقل الاسلامي الاقتصادي لأهل السنة والجماعة الذي سيضطر ان يسلك مسار الرأسمالية الاقتصادية التي ستعيد إنتاج الفقراء وستدمر القطاع العام -البعثي السوري وهذا شرط اساس لعقل الخصخصة الغربية الاميركية.
كم هي ديون سوريا الخارجية الان وكيف ستصبح غدا؟
لمن غاز البحر ونفط الارض؟
من سيحكم سوريا عقل المصارف الكبرى الغربية ام فكرة مصارف القرض الحسن او فكرة المصارف اللاربوية؟
الجمهورية الاسلامية في دمشق القادمة هي نقطة الخلاف والاختلاف ومربط الفرس وسبب لتوالي الانقلابات العسكرية والتمرد الشعبي المفتعل.
الحرب لم تبدأ بعد في سوريا،ما كان ليس غير تجربة أولية للدراجات السورية “بروفا”فالصراع السني الثوري-السني السلفي-السني الوهابي-السني الاميركي-السني الاخواني-السني الجهادي أصعب بكثير من صراع بين روافض ونواصب ونصيرية ومشركين.
ويبقى السؤال الاكبر الذي بحاجة لردّ من مفكري ومنظري العهد الاسلامي القادم :
هل ستتبنى الثورة الاسلامية السورية فكرة تصدير الثورة للمؤمنين لتحريرهم كواجب إيماني من انظمتهم الظالمة الحاكمة بلا تنفيذ الشريعة ام ان دورها التقوقع وحماية الحدود وحماية حدود فلسطين من عبور اي فدائي او انغماسي لتحريرها.؟
هل ستقطع يد السارق في دمشق ام سيسجن وهل سترجم الزانية؟
من هنا ومن تحت زخات مطر مبارك في بيروت وجالسا على تنكة كليم صدئة ومطعوجة اراقب احوال الشام واغني:
يا مال الشام يلا يا مالي طال المطال يا حلوة تعالي.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
بقلم د. احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.