أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية قامت بنقل العشرات من كبار ضباط النظام السوري السابق إلى إحدى قواعدها في شمال أفريقيا، وذكرت مصادر المرصد أن “عملية النقل تمت على دفعتين على الأقل خلال كانون الأول الجاري، دون الكشف عن الوجهة النهائية”.
وحسب المصادر، جرى نقل الدفعة الأولى من الضباط في الثامن من كانون الأول، بالتزامن مع مغادرة الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، وقد شملت المجموعة الأولى قيادات بارزة من الجيش والمخابرات وشخصيات نافذة من العهد السابق، وتم نقلهم عبر طائرة مدنية روسية، ومن بين هذه الشخصيات ضباط مشمولون بعقوبات أميركية وأوروبية.
ونُقلت الدفعة الثانية، في الثالث عشر من كانون الأول، عبر طائرة شحن عسكرية روسية، وشملت مجموعة جديدة من كبار الضباط، وفي الرابع عشر من كانون الأول، غادرت عدة طائرات شحن عسكرية روسية مطار حميميم، بعد أن شهدت القاعدة تجمع قافلة من الآليات العسكرية الروسية المنسحبة من مواقعها في سوريا.
وأكدت مصادر أن “القوات الروسية بدأت منذ فترة، وقبل مغادرة الأسد، بنقل قواتها وعتادها العسكري عبر طائرات الشحن والبواخر من مرفأ طرطوس”، ولروسيا قاعدتان عسكريتان في سوريا؛ الأولى في حميميم الواقعة في ريف محافظة اللاذقية، والثانية قرب مدينة طرطوس.
وفي وقت سابق، قالت موسكو أنها لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن مصير القاعدتين، إلا أن خبراء ومراقبين أكدوا أن المؤشرات تشير إلى أن روسيا ستبقى في سوريا بنطاق محدود.
وقال المحلل الروسي، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، أنطون مارداسوف، في تصريحات لموقع “الحرة”، أن “روسيا تعمل على سحب الوحدات والمعدات العسكرية التي كانت قد نشرتها في حوالي 100 موقع عبر البلاد قبل سقوط نظام الأسد”.
وأضاف مارداسوف أن “كل الأمور ستتضح بحلول نهاية فترة الحكومة الانتقالية في آذار 2025، حيث من المتوقع إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التمركز في سوريا أو العمل على إنهائها، بالإضافة إلى عدد من الوثائق الثنائية ذات الصلة”.
إلى جانب سحب الوحدات العسكرية، كانت روسيا قد أوقفت عمل منظومة “إس-400” في قاعدة حميميم، وهو تحرك لافت لا يُعتبر مؤشراً على إجلاء نهائي، وأوضح مارداسوف أن “القاعدة تقع تحت سيطرة نيران المعارضة منذ 8 كانون الأول، مما يجعل من غير المجدي الاحتفاظ بأنظمة الدفاع الجوي الباهظة الثمن في هذه الحالة”.